قلت هؤلاء إنما قالوها بألسنتهم وخالفوها بأفعالهم فإن من استغاث بالأموات أ طلب منهم مالا يقدر عليه إلا الله سبحانه أو عظمهم أو نذر عليهم بجزء من ماله أو نحر لهم فقد نزلهم منزلة الآلهة التي كان المشركون يفعلون لها هذه الأفعال فهو لم يعتقد معنى لا إله إلا الله ولا عمل بها بل خالفها اعتقادا وعملا فهو في قوله لا إله إلا الله كاذب على نفسه فإنه قد جعل إلها غير الله يعتقد أنه يضر وينفع فعبده بدعائه عند الشدائد والاستغاثة به عند الحاجة وبخضوعه له وتعظيمه إياه ونحر له النحائر وقرب إليه نفائس الأموال وليس مجرد قوله لا إله إلا الله من دون عمل بمعناها مثبتا للإسلام فإنه لو قالها أحد من أهل الجاهلية وعكف على صنمه يعبده لم يكن ذلك إسلاما