ألفاظ هي منشأ الاختلاف والتباس فمنها الاستغاثة بالغين المعجمة والمثلثة ومنها الاستغاثة بالعين المهملة والنون ومنها التشفع ومنها التوسل .
فأما الاستغاثة بالمعجمة والمثلثة في طلب الغوث وهو إزالة الشدة كالاستنصار وهو طلب النصر ولا خلاف أنه يجوز أن يستغاث بالمخلوق فيما يقدر على الغوث فيه من الأمور ولا يحتاج مثل ذلك إلى استدلال فهو في غاية الوضوح وما أظنه يوجد فيه خلاف ومنه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه وكما قال وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر وكما قال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى وأما ما لا يقدر عليه إلا الله فلا يستغاث فيه إلا به كغفران الذنوب والهداية وإنزال المطر والرزق ونحو ذلك كما قال تعالى ومن يغفر الذنوب إلا الله وقال إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وقال يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض