بهذا الفصل ذكره في كتابه كل ما نسب إليه وقذف به من عدول عن سبيل السنة أو ميل إلى شيء من البدعة والذي حكاه عن أحمد Bه وأرضاه أن اللفظية جهمية فصحيح عنه وإنما قال ذلك لأن جهما وأصحابه صرحوا بخلق القرآن والذين قالوا باللفظ تدرجوا به إلى القول بخلق القرآن وخافوا أهل السنة في ذلك الزمان من التصريح بخلق القرآن فذكروا هذا اللفظ وأرادوا به أن القرآن بلفظنا مخلوق فلذلك سماهم أحمد C جهمية وحكي عنه أيضا أنه قال اللفظية شر من الجهمية .
وأما ما حكاه محمد بن جرير عن أحمد C أن من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع فإنما أراد أن السلف من أهل السنة لم يتكلموا في باب اللفظ ولم يحوجهم الحال إليه وإنما حدث الكلام في اللفظ من أهل التعمق وذوي الحمق الذين أتوا بالمحدثات وبحثوا عما نهوا عنه من الضلالات وذميم المقالات وخاضوا فيما لم يخض فيه السلف من علماء الإسلام فقال الإمام أحمد هذا القول في نفسه بدعة ومن حق المتدين أن يدعه ولا يتفوه به ولا بمثله من البدع المبتدعة ويقتصر على ما قاله السلف من الأئمة المتبعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق ولا يزيد عليه إلا تكفير من يقول بخلقه