طعاما فلما رأى الناس قد نظروا إليه قال إن يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعاما انما كان ياكل مع الوحوش كراهية ان يخالط من معايشهم .
باب في أيوب النبي A وما اصابه من البلاء .
179 - أنا يونس بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب ان رسول الله A ذكر يوما أيوب النبي وما أصابه من البلاء وذكر أن البلاء الذي أصابه كان به ثمانية عشرة سنة حتىلم يبق منه إلا عيناه تدوران ولسانه صحيح يذكر الله تبارك وتعالى به وفؤاده صحيح وعقله على حاله الأولى فأما جسده فقد اعترقه البلاء حتى لم يبق شيء إلا أوصاله بعضها إلى بعض عروقه وعصبه وكما شاء أن يكون من جلده مع ذهاب الأهل والمال وكان كذلك ثمانية عشرة سنة حتى تفرق عنه إخوانه ومله الناس وصابره رجلان كانا من أخص إخوانه وأصحابه فكان يأتيانه بكرة وعشية فيحدثانه قال وكانت امرأة أيوب A تقوم عليه وكان إذا خرج إلى حاجته فراث عليها اتبعته فتجده مرارا كثيرة ساقطا فترفعه وتحمله حتى تأتي به إلى منزله فقال أحد صاحبيه للآخر أما يعجبك شأن أيوب إنه في هذا البلاء منذ ثمانية عشر سنة لا يC مما به إني لأظنه قد أذنب ذنبا ما عمل أحد مثله قط فقال له صاحبه هو عبد الله ونبيه وهو أعلم به فلما كان العشى راح إليه كما كانا يصنعان فحدثاه وقصرا عنه ثم أبت نفس الرجل إلا أن يكلمه فقال يا نبي الله لقد أعجبني أمرك وذكرت إلى أخيك وصاحبك أنه قد ابتلاك بذهاب الأهل والمال وفي