فضحك الرجل وقال إذا جئت زحمت فضحك الآخر فقال مه ثم ضحك أيضا فقال كان الناس والسن لا يزيد الرجل إلا خيرا وليس من جرب كمن لم يجرب فالناس اليوم يذهبون سفالا سفالا قلت الأمانة واشتد الشح فانا لله وإنا اليه راجعون والله ما أصبح بها مؤمن إلا أصبح مهموما محزونا مما يراعى من نفسه ومما يراعى من الناس ذهبت الوجوه والمعارف فلا نكاد اليوم نعرف شيئا إن الدنيا كانت مرة مقبلة حلوة فقد ذهبت حلاوتها وذهبت اطمأنيتها وذهبت سلوتها وذهب صفوها وبقى كدرها .
باب المزاح أنا ابن أبي رواد قال كتب الحجاج إلى الوليد أن عمر كهف .
للمنافقين فرفعه اليه فاستصحبه ناس فخرج إليهم وقد اجتمعوا ليخرجوا معه فقال أكلكم قد حضر قالوا نعم قال فحمد الله وأثنى عليه وكانوا يفعلون ذلك إذا تكلموا ثم قال اتقوا الله وحده لا شريك له وإياي والمزاحة فانها تجر القبيحة وتورث الضعينة تحدثوا بالقرآن وتجالسوا له فان ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال سيروا بسم الله .
باب من ترك شيئا لله .
36 - أنا يزيد بن إبراهيم عن أبي هارون الغنوى عن مسلم بن شداد عن عبيد بن عمير عن أبي بن كعب قال ما ترك عبد شيئا لا يتركه إلا لله إلا أتاه الله بما هو خير منه من حيث لا يحتسب ولا تهاون عبد أو أخذه من حيث لا يصلح له إلا أتاه الله بما هو اشد منه من حيث لا يحتسب