افتتح الأخرى حتى اذا أذن المؤذن من السحر شد عليه ثيابه فأتته امرأته فقالت يا أبا ريحانة قد غزوت فتعبت في غزوتك ثم قدمت الى لم يكن لي منك حظ ونصيب فقال بلى والله ما خطرت لي على بال ولو ذكرتك لكان لك على حق قالت فما الذي يشغلك يا أبا ريحانة قال لم يزل يهوى قلبي فيما وصف الله في جنته من لباسها وأزواجها ونعيمها ولذاتها حتى سمعت المؤذن .
877 - أخبركم أبو عمر بن حيوية قال حدثنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني عن ضمرة يعني ابن حبيب أن أبا ريحانة استأذن صاحب مسلحته من الساحل الى أهله فاذن له فقال له الوالي كم تريد أن أؤجلك قال ليلة فاقبل أبو ريحانة وكان منزله في بيت المقدس فبدأ بالمسجد قبل أن يأتي أهله فافتتح سورة فقرأها ثم أخرى فلم يزل على ذلك حتى أدركه الصبح وهو في المسجد لم يرمه ولم يأت أهله فلما أصبح دعا بدابته فركبها متوجها الى مسلحته فقيل يا أبا ريحانة إنما استأذنت لتأتي اهلك فلو مضيت حتى تأتيهم ثم تنصرف الى صاحبك قال إنما أجلني اميري ليلة وقد مضت لا أكذب ولا أخلف وانصرف الى مسلحته ولم يأت أهله