فأقمت للصلاة فلما سلمت وإذا عن يميني ثابت البناني ومالك بن دينار وحبيب الفارسي وصالح المري فقلت لهم يا إخواني ما غدا بكم قالوا لي مات في جوارك الليلة أحد قلت مات شاب كان يصلي معي الصلوات قالوا لي أرناه فلما دخلوا عليه كشف مالك بن دينار الثوب عن وجهه ثم قبل موضع سجوده ثم قال بأبي أنت يا حجاج إذا عرفت في موضع تحولت منه إلى موضع غيره حتى لا تعرف خذوا في غسله وإذا مع كل واحد منهم كفن فقال كل واحد منهم أنا أكفنه فلما طال ذلك منهم قلت لهم إني فكرت في أمره هذه الليلة فقلت من أكلم حتى يكفنه فأتيت المسجد فأذنت ثم دخلت لأركع فإذا كفن ملفوف لا أدري من وضعه فقالوا يكفن في ذلك الكفن فكفناه وأخرجناه فما كدنا نرفع جنازته من كثرة من حضره من الجمع .
40 - أخبرنا محمد بن الحسين قال أنشدنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي قال أنشدني بعض أصحابنا ... ألا رب ذي طمرين في مجلس غدا ... زرابيه مبثوثة ونمارقه ... قد اطردت أنهاره في رياضه ... مع الحور والتفت عليه حدائقه ... محل ديار إن حللت ديارها ... نعمت بدار الخلد مع من ترافقه ... رفيق وجار للنبي محمد ... لقد اعطى الزلفى رفيق يرافقه ... فيا حسن عبد جاور الله ربه ... بدار الغنى والغانيات تعانقه ... ويا حسنه والحور يمشين حوله ... على فرش الديباج سبحان خالقه