متطلع الى ما يلذ به الحضر محتمل للأذى صابر على البلوى لا يعرج في مسيره على شيء من أمور الدنيا غير ما فيه بعض كفايته قد لها عن كل شيء له فيه لذة ينام بالليل في الاودية والشعاب ويقيل في النهار في فيافي الجبال والشجر على والتراب إذا مر بما تهواه النفوس لا يعرج عليه يحادث نفسه بالصبر عنه يقول لها حتى أبلغ مستقري فأمنحك ما تحبين إذا أجهده السير يبكي بحرقة ويئن بزفرة ويختنق بعبرة لا يجفو على من جفا عليه ولا يؤاخذ من آذاه ولا يبالي من جهله قد هان عليه في غربته جميع أمور الدنيا حتى يقطع السفر ويرد الحضر فقيل لهذا المؤمن العاقل الذي يريد الآخرة ويشنأ الدنيا كن في الدنيا مثل هذا الغريب لا يعرج الا على ما قل وكفى وقد ترك ما كثر والهى فإنك إذا فعلت ذلك