كما في قولهم مادامت السماء وما دار الفلك بناءا على ظن أن عدم انتهاء علو المؤمنين وذلة الكافرين إلى ذلك اليوم موجب لهذا الجعل وليس بذلك ثم إلى مرجعكم أي مصيركم بعد يوم القيامة ورجوعكم والضمير لعيسى عليه السلام والطائفتين وفيه تغليب على الأظهر و 0 ثم للتراخي وتقديم الظرف للقصر المفيد اتأكيد الوعد والوعيد ويحتمل ان يكون الضمير لمن اتبع وكفر فقط وفيه التفات للدلالة على شدة إرادة إيصال الثواب والعقاب لدلالة الخطاب على الاعتناء .
فأحكم بينكم أي فأقضى بينكم إثر رجوعكم إلى ومصيركم بين يدي فيما كنتم فيه تختلفون .
55 .
- من أمور الديم أو من أمر عيسى عليه السلام والظرف متعلق بما بعده وقدم رعاية للفواصل .
فاما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا تفسير للحكم المدلول عليه بقوله سبحانه : فأحكم وتفصيل له على سبيل التقسيم بعد الجمع وإلى ذلك ذهب كثير من المحققين واعترض بأن الحكم مرتب على الرجوع إلى الله تعالى وذلك في القيامة لا محالة فكيف يصح تفسيره بالعذاب المقيد بقوله تعالى : في الدنيا والآخرة ! وأجيب بوجوه الأول أن المفصود التأبيد وعدم الانقطاع من غير نظر إلى الدنيا والآخرة والثاني ان المراد بالدنيا والآخرة مفهومهما اللغوي اي الاول والآخر ويكون ذلك عبارة عن الدوام وهذا ابعد من الأول جدا .
الثالث ما ذكر صاحب الكشف من أن المرجع اعم من الدنيوي والاخروي وقوله سبحانه : إلى يوم القيامة غاية الفوقية لا غاية الجعل والرجوع متراخ عن الجعل وهو غير محدود على وزان قولك : سأعيرك سكنى هذا البيت إلى شهر ثم أخلع عليك بثوب من شأنه كذا وكذا فإنه يلزم تأخر الخلع عن الاعارة لا الخلع وعلى هذا توفيه الأجر لغنم الدارين ولا يخفى أن في لفظ كنتم في قوله جل وعلا : فيما كنتم فيه تختلفون بعض نبوة عن هذا المعنى وأن المعنى أحكم بينكم في الآخرة فيما كنتم فيه تختلفون في الدنيا : .
الربع أن العذاب في الدنيا هو الفوقية عليهم والمعنى اضم إلى عذاب الفوقية السابقة عذاب الآخرة قال في الكشف : وفيه تقابل حسن وإن هذه الفوقية مقدمة عذاب الآخرة ومؤكدته وإدماج انها فوقية عدل لا تسلط وجود ولا يخفى انه بعيد من اللفظ جدا إذ معنى أعذبه في الدنيا والا آخرة ليس إلا أني أفعل عذاب الدارين إلا أنة يقال ك أن اتخاذ الكل لا يلزم ان يكون باتخاذ كل جزء فيجوز ان يفعل في الآخرة تعذيب الدارين بأن يفعل به عذاب الآخرة وقد فعل في الدنيا عذاب الدنيا فيكون تمام العذابين في الآخرة .
الخامس أن في الدنيا والآخرة متعلق بشديد تشديدا لامر الشدة وليس بشئ كما لا يخفى والاولى من هذا كله ما ذكره بعض المحققين أن يحمل معنى ثم على التراخي الرتبي والترقي من كلام إلى آخر لا على التراخي في الزمان فحينئذ لا يلزم أن يكون رجوعهم إلى الله تعالى متاخرا عن الجعل في الزمان سواء كان قوله جل شأنه ك إلى يوم القيامة غاية للجعل أو الفوقية فلا محذور ثم إن المراد بالعذاب في الدنيا إذ لا لهم بالقتل والأسر والسبي وأخذ الجزية ونحو ذلك ومن لم يفعل معه شئ من وجوه الإذلال على وجل إذ يعلم أن الاسلام يطلبه وكفى بذلك عذابا وبالعذاب في الآخرة عقاب الأبد في النار وما لهم من نصرين .
65 .
- أي أعوان يدفعون عنهم عذاب الله وصيغة الجمع كما قال مولانا مفتى الروم لمقابلة ضمير الجمع أي ليس لكل واحد منهم ناصر واحد