وأخرى على المعنى وهذا في أسماء الاجناس كما في قوله : أبوك خليفة ولدته أخرى وأنت خليفة ذاك الكمال بخلاف الأعلام فانه لا يجوز أن يقال : جاءت طلحة لأن اسم العلم لا يفيد سلا ذلك الشخص فإذا كان مدكرا لم يجز فيه إلا التذكير إنك سميع الدعاء .
83 .
- أراد كثير الاجابة لمن يدعوك من خلقك وهو تعليل لما قبله وتحريك لسلسلة الاجابة وفي ذلك اقتداء بجده الأعلى إبراهيم عليه السلام إذ قال : الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسمعيل وإسحق ربي لسميع الدعاء قيل : قد ذكر الله تعالى في كيفية دعائه ثلاث صيغ إحداها هذه والثانية إني وهن العظم مني الخ والثالثة رب لا تذرني فردا الخ فدل على أن الدعاء تكرر منه ثلاث مرات كل مرة بصيغة ويدل على أن بين الدعاء والاجابة زمانا ويصرح به ما نقل في بعض الآثار أن بينهما اربعين سنة وفيه منع ظاهر لجواز أن تكون الصيغ الثلاث حكاية لدعاء واحد مرة على سبيل الايجاز وتارة على سبيل الإسهاب وأخرى على سبيل التوسط وهذه الحكاية في هذه الصيغ إنما هي بالمعنى إد لم يكن لسانهم عربيا ولهذا ورد عن الحسن أنه عليه السلام حين دعا قال : با رازق مريم ثمار الصيف في الشتاء وثمار الشتاء في الصيف هب لي من لدنك ذرية ولم يذكر في الدعاء يارب قيل : ويدل على أنه دعاء واحد متعقب بالتبشير العطف بالفاء في قوله تعالى : فنادته الملكة وفي قوله سبحانه : فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وظاهر قوله جل شأنه في مريم : إنا نبشرك اعتقاب التبشير الدعاء لا تأخره عنه واثر أن بين الدعاء والاجابة اربعين سنة لم نجد له أثرا في الصحاح نعم ربما يشعر بعض الاخبار الوقوفة أن بين الولادة ولتبشير مدة كما سنشير إلى ذلك قريبا إن شاء الله تعالى والمراد من الملائكة جبريل عليه السلام فإنه المنادي وحده كما أخرجه ابن جرير عن ابن مسعود وذكر عبدالرحمن بن ابي حماد أنه كان يقرأ فناداه جبريل فالجمع هنا مجاز عن الواحد للتعظيم أو يكون هذا من إسناد فعل البعض للكل وقيل : الجمع فيه مثله في قولك : فلان يركب الخيل ويلبس الديباج واعترض بأن هذا إنما يصح إذا أريد واحد لا بعينه وههنا أريد المعين فلعل ما تقدم اولى بالارادة وقيل : الجمع على حاله والمنادى كان جملة من الملائكة وقرأ حمزة والكسائي فناديه بالإمالة والتذكير .
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قال : ذكروا الملائكة ثم تلا إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الانثى وكان يقرأها فناداه الملائكة ويذكر في جميع القرآن وأخرج الخطيب عنه أن النبي كان يقرأ كذلك وهو قائم جملة حالية من مفعول النداء مقررة لما اشارت اليه الفاء على ما أشرنا اليه وقوله تعالى : يصلي حال من المستكن في قائم أو حال أخرى من المفعول على القول بجواز تعددها من غير عطف ولا بدلية أو خبر ثان للمبتدأ على رأى من يرى مثل ذلك وقيل : الجملة صفة لقائم والمراد بالصلاة ذات الأقوال والأفعال كما هو الظاهر وعليه أكثر المفسرين .
وأخرج ابن المنذر عن ثابت قال : الصلاة خدمة الله تعالى في الأرض ولو علم الله تعالى شيئا افضل من الصلاة ما قال : فنادته الملائكة وهو قائم يصلي وقيل : المراد بها الدعاء والاول يدل على مشروعية الصلاة في شريعتهم في المحراب أي في المسجد