أولئك المتقون فقيل : هم الذين الخ وأن يكون فى موضع نصب على المدح وأن يكون فى حيز الجر على أنه تابع للذين اتقوا نعتا أو بدلا أو العباد واعترض كونه نعتا للعباد بأن فيه تخصيص الإبصار ببعض العباد وفيه أن ذلك التخصيص لا يوهم الاختصاص لظهور الأمر بل يفيد الاهتمام بشأنهم ورفعة مكانهم واعترض ايضا كونه تابعا للمتقين بأنه بعيد جدا لا سيما إذا جعل اللام متعلقا م بخير لكثرة الفواصل بين التابع والمتبوع وأجيب بأنه لا بأس بهذا الفصل كما لا بأس بالفصل بين الممدوح والمدح إذ الصفة المادحة المقطوعة تابعة فى المعنى ولهذا يلزم حذف الناصب أو المبتدأ لئلا يخرج الكلام عن صورة التبعية فالفرق بين هذه وسائر التوابع فى قبح الفصل وعدمه خفى لابد له من دليل نبيل وفيه أن قياس التبعية لفظا ومعنى على التبعية معنى فقط مما لا ينبغى من جاهل فضلا عن عالم فاضل والتزام حذف الناصب أو المبتدأ فى صورة القطع للمدح أو للذم قد يقال : إنه لدفع توهم الاخبار والمقصود الانشاء لا لئلا يخرج الكلام عن صورة التبعية وتأكيد الجملة لإظهار أن إيمانهم ناشئ من وفور الرغبة وكمال النشاط وفى ترتيب طلب المغفرة فى قوله تعالى : فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار .
61 .
- على مجرد الايمان دليل على كفايته فى استحقاق المغفرة والوقاية من النار من غير توقف على الطاعات والمراد من الذنوب الكبائر والصغار الصبرين يجوز أن يكون مجرورا وأن يكون منصوبا صفة للذين إن جعلته فى موضع جر أو نصب وإذا جعلته فى محل رفع كان هذا منصوبا على المدح .
والمراد بالصبر الصبر على طاعة الله تعالى والصبر عن محامه قاله قتادة وحذف المتعلق يشعر بالعموم فيشمل الصبر على البأساء والضراء وحين البأس والصدقين فى نياتهم وأقوالهم سرا وعلانية وهو المروى عن قتادة أيضا والقنتين أى المطيعين قاله ابن جبير أو المداومين على الطاعة والعبادة قاله الزجاج أو القائمين بالواجبات قاله القاضى والمنفقين من أموالهم فى حق الله تعالى قاله ابن جبير أيضا والمستغفرين بالاسحار .
71 .
- قال مجاهد والكلبى وغيرهما : أى المصلحين بالاسحار .
وأخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن أسلم قال : هم الذين يشهدون صلاة الصبح وأخرج ابن جرير عن ابن عمر أنه كان يحيى الليل صلاة ثم يقول : يانافع اسحرنا فيقول : لا فيعاود الصلاة فإذا قال : نهم قعد يستغفر الله تعالى ويدعو حتى يصبح وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : أمرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن نستغفر بالاسحار سبعين استغفار وروى الرضا عن أبيه عن أبى عبدالله أن من استغفر الله تعالى فى وقت السحر سبعين مرة فهو من أهل هذه الآية والباء فى بالاسحار بمعنى فى وهى جمع سحر بفتح الحاء المهملة وسكونها سميت أو اخر الليالي بذلك لما فيها من الخفاء كالسحر للشئ الخفى وقال بعضهم : السحر من ثلث الليل الأخير إلى طلوع الفجر .
تخصيص الاسحار بالاستغفار لان الدعاء فيها أقرب إلى الاجابة إذ العبادة حينئذ اشق والنفس أصفى والروع أجمع وفى الصحيح أنه تعالى وتنزه عن سماة الحدوث ينزل إلى سماء الدنيا فى ثلث الليل الاخير فيقول : من يدعونى فأستجيب له من يسألنى فأعطيه من يستغفر فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر .
وأخرج ابن جرير وأحمد عن سعيد الجريرى قال : بلغنا أن دود E سأل جبريل