لفظا ومعنى ثم إنه يقتضي أن تكون السورة مدنية لأن بناء علي كرم الله تعالى وجهه على فاطمة Bها كان بالمدينة وهي عند ابن عباس المروي هو عنه على ما أخرج النحاس مكية وكذا عند الجمهور في قول وأقول مكيتها ومدنيتها مختلف فيه جدا كما سمعت فلا جزم فيه بشيء وابن الجوزي نقل الخبر في تبصرته ولم يتعقبه على أنه ممن يتساهل في أمر الوضع حتى قالوا أنه لا يعول عليه في هذا الباب فاحتمال أصل النزول في الأمير كرم الله تعالى وجهه وفاطمة Bها قائم ولا جزم ولا إثبات لتعارض الأخبار ولا يكاد يسلم المرجح عن قيل وقال نعم لعله يترجح لكيفية التي تضمنتها الرواية الأولى ثم إنه على القول بنزولها فيها لا يتخصص حكمها بهما بل يشمل كل من فعل مثل ذلك كما ذكره الطبرسي من الشيعة في مجمع البيان رواية له عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله رضي الله تعالى عنه وعلى القول بعدم النزول فيهما لا يتطامن مقامهما ولا ينقص قدرهما إذ دخولهما في الأبرار أمر جلي بل هو دخول أولي فهماهما وماذا عسى يقول أمرؤ فيهما سوى أن عليا مولى المؤمنين ووصى النبي وفاطمة البضعة الأحمدية والجزء المحمدي وأما الحسنان فالروح والريحان وسيد شباب الجنان وليس هذا من الرفض ما سواه عندي هو الغي أنا عبد الحق لا عبد الهوى .
لعن الله الهوى فيمن لعن ومن اللطائف على القول بنزولها فيهم أنه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين وإنما صرح D بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول وقرة عين الرسول لئلا تثور غيرتها الطبيعة إذا أحست بضرة وهيفي أفواه تخيلات الطباع البشرية ولو في الجنة مرة ولا يخفى عليك إن هذا زهرة ربيع ولا تتحمل الفرك ثم التذكير على ذلك أيضا من باب التغليب وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه جازاهم على وزن فاعل متكئين فيها على الأرائك حال من هم في جزاهم والعامل جزى وخص الجزاء بهذه الحالة لأنها أتم حالات المتنعم ولا يضر في ذلك قوله تعالى بما صبروا لأن الصبر في الدنيا وما تسبب في الآخرة وقيل صفة الجنة ولم يبرز الضمير مع أن الصفة جارية على غير من هي عليه فلم يقل متكئينهم فيها لعدم الإلباس كما في قوله قوم يذري المجد بأنوها وقد علمت .
بكنه ذلك عدنان وقحطان وأنت تعلم هذا رأي الكوفية ومذهب البصرية وجواب إبراز الضمير في ذلك مطلقا وفي البيت كلام وقيل يجوز كونه حالا مقدرة من ضمير صبروا وليس بذاك والأرائك جمع أريكة وهي السرير في الحجلة من دونه ستر ولا يسمى مفردا أريكة وقيل هو كل ما اتكيء عليه من سريرا وفراش أو منصة وكان تسميته بذلك لكونه مكانا للأقامة أخذا من قولهم أرك بالمكان أروكا أقام وأص الأروك الإقامة على رعي الأراك الشجر المع ثم استعمل في غيره من الإقامات وقوله تعالى لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا إما حال ثانية من الضمير أو حال من المستكن في متكئين وجوز فيه كونه صفة أيضا والمراد من ذلك أن هواءها معتدل لا حر شمس يحمى ولا شدة برد يؤذى وفي الحدث هواء الجنة سجسج لا حر ولا قرف قصد بنفي الشمس نفيها ونفي لازمها معا لقوله سبحانه ولا زمهريرا فكأنه قيل لا يرون فيها حرا ولا قرا وقيل الزمهرير القمر وعن ثعلب أنه في لغة طيء وأنشد وليلة ظلامها قد اعتكر .
قطعتها والزمهرير ما زهرر وليس هذا لأن طبيعته باردة كما قيل لأنه فيحيز المنع بل قيل أنه برهن على أن الأنوار كلها حارة فيحتمل أن ذلك للمعانه أخذا له منا زمهر الكوكب لمع والمعنى على هذاالقول أن هواءها مضيء بذاته لا يحتاج إلى شمس ولا قمر وفي الحديث