أي واذكر إذ أسر النبي إلى بعض أزواجه هي حفصة على ما عليه عامة المفسرين وزعم بعض الشيعة أنها عائشة وليس له في ذلك شيعة نعم رواه ابن مودويه عن ابن عباس وهو شاذ حديثا هو قوله E على ما في بعض الروايات : لكني كنت أشرب عسلا عند زينب ابنة جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا فلما نبأت أي أخبرت .
وقرأ طلحة أنبأت به أي بالحديث عائشة لأنهما كانتا متصادقتين وتضمن الحديث نقصان حظ ضرتهما زينب من حبيبها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حيث أنه E كما في البخاري وغيره كان يمكث عندها لشرب ذلك وقد اتخذ ذلك عادة كما يشعر به لفظ كان فاستخفها السرور فنبأتبذلك وأظهره الله عليه أي جعل الله تعالى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ظاهرا على الحديث مطلعا عليه من قوله تعالى : ليظهره عل الدين كله والكلام على ما قيل : على التجوز أو تقدير مضافأي على إفشائه وجوز كون الضمير لمصدر نبأت وفيه تفكيك الضمائر أو جعل الله تعالى الحديث ظاهرا على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فهو نظير ظهر لي هذه المسألة وظهرت على إذا كان فيه مزيد كلفة واهتمام بشأن الظاهر فلا تغفل عرف أي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حفصة بعضه أي الحديثأي أعلمها وأخبرها ببعض الحديث الذي أفشته .
والمراد أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال لها : قلت كذا لبعض ما أسره إليها قيل : هو قوله لها : كنت شربت عسلا عند زينت ابنة جحش فلن أعود وأعرض عن بعض هو على ما قيل قوله E : وقد حلفت فلم يخبرها به تكرما لما فيه من مزيد خجلتها حيث أنه يفيد مزيد اهتمامه صلى الله تعالى عليه وسلم بمرضاة أزواجه وهو لا يحب شيوع ذلك وهذا من كرمه صلى الله تعالى عليه وسلم .
وقد أخرج ابن مردويه عن علي كرم الله تعالى وجهه ما استقصى كريم قط وقال سفيان : ما زال التغافل من فعل الكرام وقال الشاعر : ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي وجوز أن يكون عرف بمعنى جازى أي جازاها على بعض بالعتب واللوم أو بتطليقه E إياها وتجاوز عن بعض وأيد بقراءة السلمي والحسن وقتادة وطلحة والكسائي وأبي عمرو في رواية هارون عنه عرف بالتخفيف لأنه على هذه القراءة لا يحتمل معنى العلم لأن العلم تعلق به كله بدليل قوله تعالى : أظهره الله عليه مع أن الإعراض عن الباقي يدل على العلم فتعين أن يكون بمعنى المجازاة .
قال الأزهري في التهذيب : من قرأ عرف بالتخفيف أراد معنى غضب وجازى عليه كما تقول للرجل يسيء إليك : والله لأعرفن لك ذلك واستحسنه الفراء وقول القاموس : هو بمعنى الإقرار لا وجه له ههنا وجعل المشدد من باب إطلاق المسبب على السبب والمخفف بالعكس ويجوز أن تكون العلاقة بين المجازاة والتعريف اللزوم وأيد المعنى الأول بقوله عالى : فلما نبأها به قالت لتعرف هل فضحتها عائشة أم لا من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير .
3 .
- الذي لا تخفى عليه خافية فإنه أوفق للإعلام وهذا على ما في البحر