بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة المجادلة .
بفتح الدال وكسرها والثاني هو المعروف وتسمى سورة قد سمع وسميت في مصحف أبي رضي الله تعالى عنه الظهار وهي على ما روي عن ابن عباس وابن الزبير رضي الله تعالى مدنية قال الكلبي : وابن السائب : إلا قوله تعالى : ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم وعن عطاء : العشر الأول منها مدني باقيها مكي وقد انعكس ذلك على البيضاوي وأنها إحدى وعشرون في المكي والمدني الأخير واثنتان وعشرون في الباقي وفي التيسير هي عشرون وأربع آيات وهو خلاف المعروف في كتاب العدد .
ووجه مناسبتها لما قبلها أن الأولى ختمت بفضل الله تعالى وافتتحت هذه بما هو من ذلك وقال بعض الأجلة ذلك : لما كان في مطلع الأولى ذكر صفاته تعالى الجليلة ومنها الظاهر والباطن وقال سبحانه : يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم افتتح هذه بذكر أنه جل وعلا سمع قول المجادلة التي شكت إليه تعالى ولهذا قالت عائشة فيما رواه النسائي وابن ماجه والبخاري تعليقا حين نزلت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله تعالى قد سمع الخ وذكر سبحانه بعد ذلك ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية وهي تفصيل لأجمال قوله تعالى : وهو معكم أينما كنتم وبذلك تعرف الحكمة في الفصل بها بين الحديد والحشر مع تواخيهما في الأفتتاح بسبح إلى غير ذلك مما لا يخفى على المتأهل .
بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله بإظهار الدال وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن محيصن بادعائها في السين قال خلف بن هشام البزاز : سمعت الكسائي يقول : من قرأ قد سمع فبين الدال فلسانه أعجمي ليبس بعربي ولا يلتفت إلى هذا فكلا الأمرين فصيح متواتر بل الجمهور على البيان قول التي تجد لك في زوجها أي تراجعك الكلام في شأنه وفيما صدر عنه في حقها من الظاهر وقريء تحاورك والمعنى على ما تقدم وتحاورك أي تسائلك وتشتكي إلى الله عطف على تجادلك فلا محل للجملة من الأعراب وجوز كونها حالا أي تجادلك شاكية حالها إلى الله تعالى وفيه بعد معنى ومع هذا يقدر معها مبتدأ أي وهي تشتكي لأن المضارعية لا تقترن بالواو في الفصيح فيقدر معها المبتدأ لتكون إسمية واشتكاؤها إليه تعالى إظهار بثها وما أنطوت عليه من الغم والهم وتضرعها إليه D وهو من الشكو وأصله فتح الشكوة وإظهار ما فيها وهي سقاء صغير يجعل فيه الماء ثم شاع في ذلك وهي امرأة صحابية من الأنصار اختلف في اسمها واسم أبيها