عند الله D تظهر في ذلك الوقت الشديد الصعب على العالم وفيه بعد وبست الجبال بسا .
5 .
- أي فتت كما قال ابن عباس ومجاهد حتى صارنت كالسويق الملتوت من بس السويق إذا لته وقيل : سيقت وسيرت من أماكنها من بس الغنك إذا ساقها فهو كقوله تعالى : وسيرت الجبال .
وقرأ زيد بن علي رجت وبست بالبناء للفاعل أي ارتجت وتفتتت وفي كلام هند بنت الخس تصف ناقة بما يستدل به على حملها عينها وصلاها راج وهي تمشي وتفاج فكانت فصارت بسبب ذلك هباء غبارا منبثا .
6 .
- متفرقا والمراد مطلق الغبار عند الأكثرين وقال ابن عباس : هو ما يثور من شعاع الشمس إذا دخلت من كوة وفي رواية أخرى عنه أنه الذي يطير من النار إذا اضطرمت .
وقرأ النخعي منبتا بالتاء المنطوقة بنقطتين من فوق من البت بمعنى القطع والمراد من البث بالمثلثة وكنتم للأمة الحاضرة والأمة السالفة كما ذهب إليه الكثير وقال بعضهم : خطاب للأمة الحاضرة فقط والظاهر إن كان أيضا بمعنى صار وصرتم أزواجا أي أصنافا ثلاثة وكل صنف يكون مع صنف آخر في الوجود أو في الذكر فهو زوج قال الراغب : الزوج يكون لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة ولكل قرينين فيهما وفي غيرهما كالخف والنعل ولكل ما يقترن بآخر مماثلا له أو مضادا وقوله تعالى : فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة .
8 .
- وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة .
9 .
- تفصيل للأزواج الثلاثة مع الإشارة الإجمالية إلى أحوالهم قيل تفصيلها والدائر على ألسنتهم أن أصحاب الميمنة مبتدأ وقوله تعالى : ما أصحاب الميمنة ما فيه استفهامية مبتدأ ثان و أصحاب خبره والجملة خبر المبتدأ الأول والرابط الظاهر القائم مقام الضمير وكذا يقال في قوله تعالى : وأصحاب المشأمة الخ والأصل في الموضعين ما هم أي أي شيء هم في حالم وصفتهم فإن ما وإن شاعت مفهوم الأسم والحقيقة لكنها قد تطلب بها الصفة والحال كما تقول ما زيد فيقال : عالم أو طيب فوضع الظاهر موضع الضمير لكونه أدخل في المقصود وهو التفخيم في الأول والتفظيع في الثاني والمراد تعجيب السامع من شأن الفريقين في الفخامة والفظاعة كأنه قيل : فأصحاب الميمنة في غاية حسن الحال وأصحاب المشأمة في نهاية سوء الحال وقيل : جملة ما أصحاب خبر القول على ما عرف في الجملة الإنشائية إذا وقعت خبرا في حقهم ما أصحاب الخ فلا حاجة إلى جعله من إقامة الظاهر مقام الضمير وفيه نظر و الميمنة ناحية اليمين أو اليمن والبركة والمشأمة ناحية الشمال من اليد الشؤمي زهي الشمال أو هي من الشؤم مقابل اليمن ورجح إرادة الناحية فيهما بأنها أوفق بما يأتي في التفصيل واختلفوا في الفريقين فقيل : أصحاب الميمنة أصحاب المنزلة السنية وأصحاب المشأمة أصحاب المنزلة الدنية أخذا من تيمنهم وتشؤمهم بالشمائل كما تسمع في السانح والبارح وهو مجاز شائع وجوز أن يكون كناية وقيل : الذين يؤتون صفائحهم بأيمانهم والذين يؤتونها بشمائلهم وقيل : الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة والين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار وقيل : أصحاب اليمين وأصحاب الشؤم فإن السعداء ميامين على أنفسهم بطاعتهم والأشقياء مشائيم على أنفسهم