أخباره E عن نحوسة آخر أربعاء في الشهر من باب التطير ضرورة أنه ليسمن الدين بل فعل الجاهلية ولا مبني على قول المنجمين أنهيوم عطارد وهو نحس من النحوس سعدمع السعود فإنه قول باطل ويجوز أن يكون من باب التخويف والتحذير أياحذروا ذلك اليوم لما نزل فيه من العذاب وكان فيهمن الهلاك وجددوا فيه لله تعالى توبة خوفاأن يلحقكم فيه بؤسكما وقع لمن قبلهم وهذا كما قال حين أتى الحجر : لا تدخلوا على هؤىء المعذبين إلا أن تكونوا باكين إلى غير ذلك وحكى أيضاعن بعضهم أنه قال : التطير مكروه كراهية شرعية إلا أن الشرع أباح لمن أصابه في آخر أربعاء شيء فيمصالحه أن يدع التصرف فيه لا على جهة التطير واعتقاد أنه يضر أو ينفع بغير إذن الله تعالى بل على جهة إباحة الإمساك فيه لمن كرهته النفس لا اقتفاءا للتطيرولكن إثباتاللرخصة في التوفي فيه لمن يشاء معوجوب اعتقاد أن شيئا لا يضر شيئا ونقل عن الحليمي أنه قال : علمنا ببيان الشريعة أن من الأيام نحسا ويقابل النحس السعد وإذاثبت الأول ثبت الثاني أيضا فالأيام منها نحس ومنها سعدكالأشخاص منهم شقي ومنهم سعيد لكن زعم أن اليام والكواكب تنحس أو تسعدباختيارها أوقاتاوأشخاصا باطل والقول إن الكواكب قد تكون أسباباللحسن والقبيح والخير والشر والكل فعل الله تعالى وحده مما لا بأس به ثمقال المناوي : والحاصل أن توفي الأربعاء على جهة الطيرة وظن اعتقاد المنجمين حرام شديد التحريم إذ الأيام كلها لله تعالى لا تنفع ولا تضر بذاتها وبدون ذلك لا ضير ولا محذور فيه ومن تطير حاقت به نحوسته ومن أيقن أنه لا يضر ولا ينفع إلا الله D لم يؤثر فيه شيء من ذلك كما قيل : تعلم أنه لا طير إلا على متطير وهو الثبور انتهى وأقول كل الأيام سواء ولا اختصاص لذلك بيوم الأربعاء ومامن ساعة من الساعات إلا وهي سعد على شخص نحس على آخر باعتبار ما يحدث الله تعالى فيها من الملائم والمنافر والخير والشر فكل يوم من الأيام يتصف بالأمرين لاختلاف الأعتبار وإن استنحس يوم الأربعاء لوقوع حادث فيه فليستنحس كل يوم فما أولج الليل في النهار والنهار في الليل إلآ يلاد الحوادث وقد قيل : ألا إنما الأيام أبناء واحد وهذي الليالي كلها أخوات وقد حكى أنه ثمود العذاب يوم الأحد وورؤدفي الأثر أظنه يصح نعوذ بالله تعالى من يوم الأحذ فإن له حدا أحد من السيف ولو صح فلعله في أحد مخصوص علم بالوحي ما يحدث فيه وزعم بعضهم أن من المجرب الذيلم يخط أنه متى كان اليوم الرابع عشر من الشهر القمري الأحد وفعل فيه شيء لم يتم غير مسلم وورد في الفردوس من حديث ابن مسعود خلق الله تعالى الأمراض يوم الثلاثاء وفيه أنزل إبليس إلى الأرض وفيه خلق جهنم وفيه سلط الله تعالىملك الموت على أرواح بني آدم وفيه قتل قابيل هابيل وفيه توفي موسى وهارون عليهم السلام وفيه ابتلي أيوب الحديث وهو إن صح لا يدل على نحوسته غايته وقع فيه ما وقع وقد وقع فيه غير ذلك مما هو خير ففي رواية مسلم خلق المنفق أي ما يقوم به المعاش يوم الثلاثاء وإذا تتبعت التواريخ وقفت على حوادث عظيمة في سائر الأيام ويكفي هذا الباب أن حادثة عاد استوعبت أيام الأسبوع فقدقال سبحانه : سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيامحسوما فإن كانت النحوسة لذلك فقل لي أي يوم من الأسبوع خلا منها ! ومثل أمر النحوسة فيما أرى أمر تخصيصكل يوم بعمل كما