للتسمية في التسمية لما بين النجم والقمر من الملابسة وأيضا إن هذه بعد تلك كالأعرافبعد الأنعام وكالشعراءبعد الفرقان وكالصافات بعد يس في أنها تفصيل لأحوال الأمم المشار إلى إهلاكهم في قوله تعالى : وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح إلى قوله سبحانه : والمؤتفكة أهوى .
بسم الله الرحمن الرحيم اقتربت الساعة أي قريب جدا وانشق القمر .
1 .
- انفصل بعضه عن بعض وصار فرقتين وذلك على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل الهجرة بنحو خمس سنين فقد صح من رواية الشيخين وابن جرير عن أنس أن أهل مكة سألوه E أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما وخبر أبي نعيم من طريق الضحاك عن ابن عباس أن اليهود سألوا آية فأراهم الله تعالى القمر قد انشق لا يعول عليه وفي الصحيحين وغيرهما من حديث ابن مسعود انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فرقتين فرقة على الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : اشهدوا ومن حديثه أيضا انشق القمر على عهد رسول الله E فقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة فقال رجل : انتظروا ما يأتيكم به السفار فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم فجاء في السفار فأخبروهم بذلك أبو داود والطيالسي وفي رواية البيهقي فسألوا السفار وقد قدموا من كل وجه فقالوا : رأيناه فأنزل الله تعالى : اقتربت الساعة وانشق القمر .
وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس من وجه ضعيف قال : اجتمع المشركون على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل والعاص بن هشام والأسود بن عبد يغوث والأسود بن عبد المطلب وربيعة بن الأسود والنضر بن الحرث فقالوا للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم : إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين نصفا على أبي قبيس ونصفا على قينقاع لهم النبي A : إن فعلت تؤمنوا قالوا : نعم وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ربه D أن يعطيه ما سألوا فأمسى القمر قد مثلنصفا على أبي قبيس ونصفا على قينقاع ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ينادي يا أبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن الأرقم اشهدوا .
والأحاديث الصحيحة في الأنشقاق كثيرة واختلف في تواتره فقيل : هو غيرمتواتر وفي شرح المواقف الشريفي أنه متواتر الذي اختاره العلامة ابن السبكي قال في شرحه لمختصر ابن الحاجب : الصحيح عندي انشقاق القمر متواترمنصوص عليه في القرآن مروي في الصحيحين وغيرهما من طرق شتى بحيث لا يمتري في تواتره انتهى باختصار وقد جاءت أحاديثه في روايات صحيحةعن جماعةمن الصحابة منهم علي كرم الله تعالى وجهه وأنس وابن مسعود وابن عباس وحذيفة وجبير بن مطعم وابن عمر وغيرهم نعم إن منهم من لم يحضر ذلك كابن عباس فإنه لم يكنمولودا إذ ذاك وكأنسفإنه ابن أربع أو خمس بالمدينة وهذا لا يطعن في صحةالخبر كما لا يخفى ووقع في رواية البخاري وغيره عن ابن مسعود كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بمنى فانشق القمر ولا يعارض ما صح عن أنس أن ذلك بمكة لأنه لم يصرح بأنه E كان ليتئذ بمكة فالمراد أن الإنشقاق كان والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم إذ ذاك مقيم بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة ووقع في نظم السيرة للحافظ أبي الفضل العراقي ما هو نص في وقوع الأنشقاق