ليس لها من دون الله تعالى نفس كاشفة تكشف وقت وقوعها وتبينه لأنها من أخفى المغيبات ة فالكشف بمعنى التبيين والآية كقوله تعالى : لا يجليها لوقتها إلا هو والتاء في كاشفة على جميع الأوجه للتأنيث وهو لتأنيث الموصوف المحذوف كما سمعت وبعضهم يقدر الموصوف حالا والأول أولى وجوز أن تكون للمبالغة مثلها في علامة وتعقب بأن المقام يأباه لإيهامه ثبوت أصل الكشف لغيره D وفيه نظر وقال الرماني وجماعة : يحتمل أن يكون كاشفة مصدرا كالعافية وخائنة الأعين أي ليس لها كشف من دون الله تعالى أفمن هذا الحديث أي القرآن تعجبون .
59 .
- إنكارا وتضحكون استهزاءا مع كونه أبعد شيء من ذلك ولا تبكون .
60 .
- حزنا علىما فرطتم في شأنه خوفا من أن يحيق بكم ما حاق بالأمم المذكورة وأنتم سامدون .
61 .
- أي لا هون كما روي عن ابن عباس جوابا لنافع بن الأزرق وأنشد عليه قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي قوم عاد : ليت عادا قبلوا الحق ولم يبدوا جحودا قيل : قم فانظر إليهم ثم دع عنك السمودا وفي رواية أنه رضي الله تعالى عنه سئل عن السمود فقال : البرطمة وهي رفع الرأس تكبرا أي وأنتم رافعون رءوسكم تكبرا وروي تفسيره بالبرطمة عن مجاهد أيضا وقال الراغب : السامد اللامي الرافع رأسه من سمد البعير في سيره إذا رفع رأسه وقال أبو عبيدة : السمود الغناء بلغة حمير يقولون : يا جارية أسمديلنا أي غني لنا وروري نحوه عن عكرمة وأخرج عبد الرزاق والبزاز وابن جرير والبيهقي في سننه وجماعة عن ابن عباس أنه قال : هو الغناء باليمانية وكانواإذا سمعوا القرآن غنوا تشاغلا عنه وقيل : يفعلون ذلك ليشغلوا الناس عن استماعه والجملةالإسمية على جميعذلك حال من فاعل لا تبكون ومضمونها قيد للنفي والإنكار متوجه إلى نفي البكاء ووجود السمود وقال المبرد : السمود الجمود والخشوع كما في قوله : رمى الحدثان نسوة آل سعد بمقدار سمدن له سمودا فرد شعورهن السود بيضا ورد وجوههن البيض سودا والجملةعليه حال من فاعل تبكون أيضا إلا أن مضمونها قيد للمنفي والإنكار وارد على نفي البكاء والسمو معا فلا تغفل وفي حرف أبي وعبد الله تضحكون بغير واو وقرأ الحسن تعجبون تضحكون بغير واو وضم التاءين وكسر الجيم والحاء واستدل بالآية كما في أحكام القرآن على استحباب البكاء عند سماع القرآنوقراءته أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة قال : لما نزلت أفمن هذا الحديث الآية بكىأصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم حنينهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال E : لا يلج النار من بكى من خشية الله تعالى ولا يدخلالجنة مصر على معصيته ولو لم تذنبوا لجاء الله تعالى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي شيبة وهناد وغيرهم عن صالح أبي الخليل قال : لما نزلت هذه الآية أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون ما ضحك النبي A بعد ذلك إلا أن يتبسم ولفظ عبد بن حميد فما رؤي النبي E ضاحكا ولا مبتسما حتى ذهب من الدنيا وفيه سد باب الضحك عند قراءة القرآنولو لم يكن استهزاءا والعياذ بالله