الأول آدم عليه السلام وليس بالحسن وقرأ ابن أبي عبلة والوليد بن مسلم والقورصي عن أبيجعفر والسمسار عن شيبة وأبو بحر عن نافع أفعينا بتشديد الياء وخرجت على لغة من أدغم الياء في الياء في الماضي فقال : عي في عي وحي في حي فلما أدغم ألحقه ضمير المتكلم المعظم نفسه ولم يفك الأدغام فقال : عينا وهي لغة لبعض بكر بن وائل في رددت ورددنا ردت وردنا فلا يفكون وعلى هذه اللغة تكون الياء المشددة مفتوحة ولو كانت نا ضمير نصب فالعرب جميعهم على الأدغام نحو ردنا زيد بل هم في لبس من خلق جديد .
15 .
- عطف على مقدر يدل عليه ما قبله كأنه قيل : إنهم معترفون بالأول غير منكرين قدرتنا عليه فلا وجه لأنكارهم الثاني بل هم في خلط وشبهة في خلق مستأنف وإنما نكر الخلق ووصف بجديد ولم يقل : منالخلق الثاني تنبيها عل مكان شبهتهم واستبعادهم العادي بقوله سبحانه : جديد وأنه خلق عظيم يجب أن يهتم بشأنه فله نبأ أي نبأ والتعظيم ليس راجعا إل الخلق من حيث هو هو حت يقال : إنه أهون من الخلق الأول بل إل ما يتعلق بشأن المكلف وما يلاقيه بعده وهو هو وقال بعض المحققين : نكر لأنه لاستبعاده عندهم كان أمرا عظيما وجوز أن يكون التنكير للأبهام إشارة إل أنه خلق على وجه لا يعرفه الناس وأورد الشيخ الأكبر قدس سره هذه الآية في معرض الأستدلال عل تجدد الجواهر كالتجدد الذي يقوله الأشعري في الأعراض فكل منهما عند الشيخ لا يبق زمانين ويفهم من كلامه قدس سره أن ذلك مبني عل القول بالوحدة وأنه سبحانه كل يوم هو في شأن ولعمري أن الآية بمعزل عما يقول : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه أي ما تحدثه به وهو ما يخطر بالبال والوسوسة الصوت الخفي ومنه وسواس الحلي وضمير به لما وهي موصولة والباء صلة توسوس وجوز أن تكون للملابسة أو زائدة وليس بذاك ويجوز أن تكون ما مصدرية والضمير للأنسان والباء للتعدية على معنى أن النفس تجعل الأنسان قائما به الوسوسة فالمحدث هو الأنسان لأن الوسوسة بمنزلة الحديث فيكون نظير حدث نفسه بكذا وهم يقولون ذلك كما يقولون حدثته نفسه بكذا قال لبيد : وأكذب النفس إذا حدثتها إن صدق النفس يزري بالأمل ونحن أقرب إليه من حبل الوريد .
16 .
- أي نعلم به وبأحواله لا يخفى علينا شيء من خفياته على أنه أطلق السبب وأريد المسبب لأن القرب من الشيء في العادة سبب العلم به وبأحواله أو الكلام من باب التمثيل ولا مجال لحمله على القرب المكاني لتنزهه سبحانه عن ذلك وكلام أهل الوحدة مما يشق فهمه على غير ذوي الأحوال و حبل الوريد مثل في فرط القرب كقولهم : مقعد القابلة ومقعد الأزار قال ذو الرمة على ما في الكشاف : .
والموتأدنى لي من حبل الوريد .
والحبل معروف والمراد به هنا العرق لشبهه به وإضافته إلى الوريد وهو عرق مخصوص كما ستعرفه للبيان كشجر الأراك أو لامية كما في غيره من إضافة العام إلى الخاص فإن أبقى الحبل على حقيقته فإضافته كما في لجين الماء و الوريد عرق كبير في العنق وعن الأثرم أنه نهر الجسد ويقال له في العنق الوريد وفي القلب الوتين وفي الظهر الأبهر وفي الذراع والفخذ الأكحل والنسا وفي الخنصر الأسلم .
والمشهور أن في كل صفحة من العنق عرقا يقال له وريد ففي الكشاف الوريد أن عرقان مكتنفان لصفحتي العنق في مقدمها متصلان بالوتين يردان بحسب المشاهدة من الرأس إليه فالوريد فعيل بمعنى فاعل وقيل : هو بمعنى مفعوللأن الروح الحيواني يرده يشير إلى هذا قول الراغب : الوريد عرق متصل بالكبد والقلب