فقال الأقرع بن حابس : والله ما أدري ما هذا الأمر تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أحسن قولا وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أشعر وأحسن قولا ثم دنا من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال النبي E : ما يضرك قبل هذا انتهى و وهذا ظاهر في أن إسلام الأقرع يومئذ ومعلوم أن سنة الوفود سنة تسع والطائف وحنين كانتا قبل ذلك وتقدم عن ابن إسحاق أن الأقرع شهدهما مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ويتوهم منه أنه كان مسلما غذ ذاك فيتناقض مع هذا بل في أول كلام ابن إسحاق وآخره ما يوهم التناقض والمذكور في الصحاح أنه وكذا عيينة كان إذا ذاك مع المؤلفة قلوبهم .
وقد روي ابن إسحاق نفسه عن محمد بن إبراهيم أن قائلا قال لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من أصحابه يوم قسمة ما أفاء الله تعالى عليه يوم حنين : يا رسول الله أعطيت عيينة والأقرع مائة وتركت جعيل ابن سراقة الضمري فقال : أما والذي نفس محمد بيده لجعيل خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة والأقرع ولكن تألفتهما ليسلما ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه وجاء ما يدل على أنهم من بني تميم مرفوعا .
أخرج ابن مردويه من طريق يعلى بن الأشدق عن سعد بن عبد الله أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم سئل عن قوله تعالى : إنالذين ينادونك الخ فقال : هم الجفاة من بني تميم لو لا أنهم من أشد الناس قتالا للأعور الدجال لدعوت الله تعالى عليهم أن يهلكهم وفي الصحيحين ما يشهد بأنهم من أشد الأمة على الدجال وجعله أبو هريرة أحد أسباب حبهم وظاهر كثير من الأخبار أن سبب وفودهم المفاخرة وقال الواقدي وهو حاطب ليل : إن سببه هو أنهم جهروا السلاح على خزاعة فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم عيينة ابن بدر في خمسين ليس فيهم أنصاري ولا مهاجري فأسر منهم أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا فقدم رؤساؤهم بسبب إسرائهم ويقال : قدم منهم سبعون أو ثمانون رجلا في ذلك منهم عطارد والزبرقان وقيس بن عاصم وقيس بن الحرث ونعيم بن سعد والأقرع بن حابس ورياح بن الحرث وعمرو ابن الأهتم فدخلوا المسجد وقد اذن بلال الظهر والناس ينتظرون رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليخرج إليهم فجعل هؤلاء فنادوه من وراء الحجرات فنزل فيهم ما نزل ثم ذكر أنه صلى الله تعالى عليه وسلم أجازهم كل رجل اثنتي عشرة أوقية وكساء ولعمرو بن الأهتم خمس أواق لحداثة سنه انتهى ولعل زيادة جائزته لما نيل منه أيضا فقد ذكر ابن إسحاق أن عاصم بن قيس كان يبغض عمرا فقال : يا رسول الله إنه قد كان رجل منا في رحالنا وهو غلام حدث وازري به فقال لما بلغه ذلك يخاطب قيسا : ظللت مفترش الهلباء تشتمني عند الرسول فلم تصدق ولم تصب سدناكم سؤددا رهوا وسؤددكم باد نواجذه مقع على الذنب وروي عن عكرمة عن اتبن عباس أنهم ناس من بني العنبر أصاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من ذراريهم فأقبلوا في فدائهم فقدموا المدينة ودخلوا المسجد وعجلوا أن يخرج إليهم النبي E فجعلوا يقولون : يا محمد اخرج إلينا وذكر الخفاجي أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بعث إلى قوم من العرب هم بنو العنبر سرية أميرها عيينة بن حصن فهربوا وتركوا النساء والذراري فسابهم وقدم بهم عليه E فجاء رجالهم راجين إطلاق الأسارى فنادوا من وراء الحجرات فخرج A فأطلق النصف وفادى