على الله D والأنقطاع إليه جل جلاله .
فاعتبر نحن قسمنا بينهم تلقه حقا وبالحق نزل ورحمت ربك أي النبوة وما يتبعها من سعادة الدارين وقيل : الهداية والأيمان وقال قتادة والسدي : الجنة خير مما يجمعون .
32 .
- من حطام الدنيا الدنية فالعظيم من رزق تلك الرحمة دون ذلك الحطام الدنيء الفاني .
ولو لا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون .
33 .
- استئناف مبين لحقارة متاع ادلنيا ودناءة قدره عند الله D والمعنى أن حقارة شأنه بحيث لو لا كراهة أن يجتمع الناس على الكفر ويطبقوا عليه لأعطيناه على أتم وجه من هو شر الخلائق وأدناهم منزلة فكراهة الأجتماع على الكفر هي المانعة من تمتيع كل كافر والبسط عليه لا أن كون متاع الدنيا له قدر عندنا والكراهة المذكورة هي وجه الحكمة في ترك تنعيم كل كافر وبسط الرزق عليه فلا محذور في تقديرها وليس ذلك مبنيا على وجوب رعاية المصلحة وإرادة الأيمان من الخلق ليكون اعتزالا كما ظن وكأن وجه كون البسط على الكفار سببا للأجتماع على الكفر مزيد حب الناس للدنيا فإذا رأوا ذلك كفروا لينالوها وهذا على معنى أن الله تعالى شأنه علم أنه لو فعل ذلك لدعا الناس إذ ذاك حبهم للدنيا إلى الكفر فلا يقال : إن كثيرا من الناس اليوم يتحقق الغني التام لو كفر ولو أكره عليه بالقتل وكون المراد بالأمر الواحد الذي يقتضيه كونهم أمة واحدة بمعنى اجتماعهم على أمر واحد الكفر بقرينةالجواب و لبيوتهم بدل اشتمال من قوله تعالى : لمن يكفر واللام فيهما للأختصاص أوهما متعلقان بالفعل لا على البدلية ولام لمن صلةالفعل لتعديه باللام فهو بمنزلة المفعول به ولام لبيوتهم للتعليل فهو بمنزلة المفعول له ويجوز أن تكون الأولى للملك والثانية للأختصاص كما في قولك : وهبت الحبل لزيد لدابته وإليه ذهب ابن عطية ولا يجوز على تقدير اختلاف اللامين معنى البدلية إذ مقتضى إعادة العامل في البدل الأتحاد في المعنى وإلى هذا ذهب أبو حيان وقال الخفاجي : لا مانع من أن يبدل المجموع من المجموع بدون اعتبار إعادة للسقف جمع كرهن جمع رهن وعن الفراء أنه جمع سقفية كسفن جمع سفينة والمعارج جمع معرج وهو عطف على سقفا أي ولجعلنا لهم مصاعد عليها يعلون السطوح والعلالي وكأن المراد معارج من فضة بناء على أن العطف ظاهر في التشريك في القيد وإن تقدم وقال أبو حيان : لا يتعين ذلك وقرأ أبو رجاء سقفا بضم السين وسكون القاف تخفيفا وفي البحر هي لغة تميم .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح السين والسكون على الأفراد لأنه اسم جنس على الواحد وما فوقه وهو المراد بقرينة البيوت وقريء بفتح السين والقاف وهي لغة في سقف وليس ذلك تحريك ساكن لأنه لا وجه له .
وقريء سقوفا وهو جمع سقف كفلوس جمع فلس وقرأ طلحة معاريج جمع معراج ولبيوتهم أي ولجعلنا لبيوتهم وتكرير ذكر بيوتهم لزيادة التقرير ولأنه ابتداء أية أبوابا وسرورا أي من فضة على ما سمعت وقريء سرورا بفتح السين والراء وهي لغة لبني تميم وبعض كلب وذلك جمع فعيل المضعف إذا كان اسما باتفاق وصفة نحو ثوب جديد وثياب جدد باختلاف بين النحاة عليها أي على السرر يتكئون .
34