الرب بالرمز إلى حاله صلى الله تعالى عليه وسلم تعظيما له وبشارة لمن ألقى السمع وهو شهيد ولما كان الجلال في سورة براءة ظاهرا ترك الإشارة بالبسملة وأتى بباء مفتوحة لتغير الحال وإرخاء الستر على عرائس الجمال ولم يترك سبحانه وتعالى الرمز بالكلية إلى الحقيقة المحمدية ولا يسعنا الإفصاح بأكثر من هذا في هذا الباب خوفا من قال أرباب الحجاب وخلقه سر جليل والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل والأسم عند البصريين من الأسماء العشرة التي بنيت أوائلها على السكون وهي إبن وإبنة وإبتم وأسم وأست وإثنان وأثنتان وأمرؤ وأمرأة وأيمن الله وأيم الله منه وإلا فأحد عشر إن أعتد بإبنم فإذا نطقوا بها زادوا همزة لبشاعة الإبتداء بالساكن غير المدات عندهم وفيها يمتنع والأمر ذوقي وهو مما حذف عجزه كيد وما عدا الثلاثة الأخيرة مما تقدم .
وأصله سمو حذفت الواو تخفيفا لكثرة الإستعمال ولتعاقب الحركات وسكن السين وحرك الميم وأجتلبت ألف الوصل فوزنه أفع وتصريفه إلى اسماء وسمى وسميت دون أوسام ووسيم ووسمت يشهد له والجرح بالقلب لا يقبل وإشتقاقه من السمو كالعلو لأنه لدلالته على مسماه يعليه من حضيض الخفاء إلى ذروة الظهور والجلاء .
وقال الكوفيون هو من السمة لأنه علامة على مسماه وأصله وسم فحذفت الواو وعوضت عنها همزة الوصل وكفى الله المؤمنين القتال فوزنه أعلى ويرد عليهم أن الهمزة لم تعهد داخلة على ما حذف صدره وزيادة الأعلال أقيس من عدم النظير وأيضا كونها عوضا يقتضي كونها مقصودة لذاتها ووصلا كونها مقصودة تبعا والعوض كجزء أصل دون الوصل فما هو إلا جمع بين الضب والنون فلذا قيل لا حذف ولا تعويض وإنما قلبت الواو همزة كاعاء وإشاح ثم كثر إستعماله فجعلت همزته همزة وصل وقد تقطع للضرورة ورجح الأول لهاتيك الشهادة وفيه لغات أوصلها البعض إلى ثماني عشرة ونظمها فقال : للأسم عشر لغات مع ثمانية بنقل جدي شيخ الناس أكملها سم سمات سما وأسم وزد سمة كذا سماء بتثليث لأولها هذا وقد قال التشاجر في أن الأسم هل هو عين المسمى أو غيره فالأشاعرة على الأول والمعتزلة على الثاني وقد تحير نحارير الفضلاء في تحرير محل البحث على وجه يكون حريا بهذا التشاجر حتى قال مولانا الفخر في التفسير الكبير : إن هذا البحث يجري مجرى العبث وذكر وجها أدعى لطفه ودقته وقد كفانا الشهاب مؤنة رده وقد أراد السيد النحرير في شرح المواقف فلم يتم له وللسهيلي في ذلك كلام أدعى أنه الحق