أن الحرث هنا النساء والنسل الأولاد وعن الصادق أن الحرث في هذا الموضع الدين والنسل الناس وقريء ويهلك الحرث والنسل على أن الفعل للحرث والنسل والرفع للعطف على سعى وقرأ الحسن بفتح اللام وهي لغةأبى يأبى وروى عنه ويهلك على البناء للمفعول .
والله لا يحب الفساد 502 .
لايرضى به فأحذروا غضبه عليه والجملة إعتراض للوعيد وأكتفى فيها على الفساد لإنطوائه على الثاني لكونه من عطف العام على الخاص ولا يرد أن الله تعالى مفسد للأشياء قبل الإفساد فكيف حكم سبحانه بأنه لا يحب الفساد لأنه يقال : الإفسادكما قيل في الحقيقةإخراج الشيء عن حالة محمودةلا لغرض صحيحوذلك غير موجود في فعله تعالى ولا هو آمر به وما نراه من فعله جل وعلا إفسادا فهو بالإضافة إلينا وإما بالنظر إليه تعالى فكله صلاح وأما أمره بإهلاك الحيوان مثلا لأكله فلإصلاح الإنسان الذي هو زبدة هذا العالم وأما إماتته فأحد أسباب حياته الأبدية ورجوعه إلى وطنه الأصلي وقد تقدم ما عسى أن تحتاجه هنا .
وإذا قيل له أتق الله في فعلك أخذته العزة أي أحتوت عليه وأحاطت به وصار كالمأخوذ بها و العزة في الأصل خلاف الذل وأريد بها الأنفة والحمية مجازا