أو في معنى الدنيا فإنها مرادة من إدعاء المحبة وإظهار الإيمانفالحياة الدنياعلى معناها وجعله ظرفا للقول من قبيل قولهم في عنوان المباحث الفصل الأول في كذا والكلام في كذا أي المقصود منه ذلك ولا حذف في شيء من التقديرين على ما وهم وتكون الظرفية حينئذ تقديرية كما في قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : في النفس المؤمنة مائة من الإبل أي في قتلها فالسبب الذي هو القتل متضمن الدية تضمن الظرف للمظروف وهذه هي التي يقال لها إنها سببية كذا في الرضى قاله بعض المحققين وجوز تعلق المجروربالفعل قبله أي يعجبك في الدنيا قوله لفصاحته وطراوة ألفاظه ولا يعجبك في الآخرة لما يعتريه من الدهشة واللكنة أو لأنه لايؤذن له في الكلام فلا يتكلم حتى يعجبك والآية كما قال السدي : نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي حليف بن زهرة أقبل إلى النبي في المدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ذلك منه وقال : إنما جئت أريد الإسلام والله تعالى يعلم إني لصادق ثم خرج من عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فمر بزرع من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر وقيل : في المنافقين كافة ويشهد الله على ما في قلبه أي بحسب إدعائه حيث يقول الله يعلم أن ما قلبي موافق لما في لساني وهو معطوف على يعجبك وفي مصحف أبي ويستشهد الله وقريء ويشهد الله بالرفع فالمراد بما في قلبه ما فيه حقيقة ويؤيده قراءة إبن عباس رضي الله تعالى عنهما والله يشهد على ما في قلبه على أن كلمة على لكون المشهود به مضرا له والجملة حينئذ إعتراضية .
وهو ألد الخصام 402 أي شديد المخاصمة في الباطل كما قال إبن عباس رضي الله تعالى عنهما وأستشهد عليه بقول مهلهل : إن تحت الحجار حزما وجورا وخصيما فألد صفة كأحمر بدليل جمعه على لد ومجيء مؤنثه لداء لا أفعل تفضيل والإضافة من إضافة الصفة إلى فاعلها كحسن الوجه على الإسناد المجازي وجعلها بعضهم بمعنى في علي الظرفية للتقديرية أي شديد في المخاصمة ونقل أبو حيان عن الخليل أن ألد أفعل تفضيل فلا بد من تقدير وخصامه ألد الخصام أو ألد ذوي الخصام أو يجعل وهو راجع إلى الخصام المفهوم من الكلام على بعد أو يقال الخصام جمع خصم كبحر وبحار وصعب وصعاب فالمعنى أشد الخصوم خصومة والإضافة فيه للإختصاص كما في أحسن الناس وجها وفي الآية إشارة إلى أن شدة المخاصمة مذمومة وقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أبغض الرجال إلى الله تعالى الألد الخصم وأخرج أحمد عن أبي الدرداء كفى بربك إثما أن لا تزال مماريا وكفى بك ظالما أن لا تزال مخاصما وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا إلا حديث في ذات الله عزوجل وشدة الخصومة من صفات المنافقين لأنهم يحبون الدنيا فيكثرون الخصام عليها وإذا تولى أي أدبر وأعرض قاله الحسن أو إذا غلب وصار والياقاله الضحاك