المعتبر مع العلمية في منع الصرف إما أن يكون بالتاء المذكورة وهي ليست تاء تأنيث بل علامة الجمع وإما أن يكون بتاء مقدرة كما في زينب وإختصاص هذه التاء بجمع المؤنث يأبى تقدير تاء لكونه بمنزلة الجمع بين علامتي تأنيث فهذه التاء كتاء بنت ليست للتأنيث بل عوض عن الواو المحذوفة وأختصت بالمؤنث فمنعت تقدير التاء فعلى هذا لو سمى بمسلمات وبنت مؤنث كان منصرفا وقول إبن الحاجب : إن هذا يقتضي أنه إذا سمي بذلك منع صرفه ليس بشيء إذ الإقتضاء غير مسلم وكذا ما قاله عصام الدين من أن التأنيث لمنع الصرف لا يستدعي قوة ألا يرى أن طلحة يعتبر تأنيثه لمنع الصرف ولا يعتبر لتأنيث ضمير يرجع إليه لأن بناء الإستدلال ليس على إعتبار القوة والضعف بل على عدم تحقق التأنيث نعم يرد ما أورده الرضى من أنه لو لم يكن فيه تأنيث لماألتزم تأنيث الضمير الراجع إليه ويجاب بأن إختصاص هذا الوزن بالمؤنث يكفي لإرجاع الضمير ولا يلزم فيه وجود التاء لفظا أو تقديرا وإنما سمى هذا المكان المخصوص بلفظ ينبيء عن المعرفة لأنه نعت لإبراهيم E فعرفه وروى ذلك عن علي كرم الله تعالى وجهه وإبن عباس رضي الله تعالى عنهما أو لأن جبريل كان يدور به في المشاعر فلما رآه قال : قد عرفت وروى عن عطاء أو لأن آدم وحواء أجتمعا فيه فتعارفا وروى عن الضحاك والسدي أو لأن جبريل عليه السلام قال لآدم فيه : إعترف بذنبك وأعرف مناسكك قاله بعضهم وقيل : سمى بذلك لعلوه وإرتفاعه ومنه عرف الديك وأختير الجمع للتسمية مبالغة فيما ذكر من وجوهها كأنه عرفات متعددة وهي من الأسماء المرتجلة قطعا عند المحققين وعرفة يحتمل أن تكون منها وأن تكون منقولة من جمع عارف ولا جزم بالنقل إذ لا دليل على جعلها جمع عارف والأصل عدم النقل فأذكروا الله بالتلبية والتهليل والدعاء وقيل : بصلاة العشاءين لأن ظاهر الأمر للوجوب ولا ذكر واجب عند المشعر الحرام إلا الصلاة والمشهور أن المشعر مزدلفة كلها فقد أخرج وكيع وسفيان وإبن جرير والبيهقي وجماعة عن إبن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه سئل عن المشعر الحرام فسكت حتى إذا هبطت أيدي الرواحل بالمزدلفة قال : هذا المشعر الحرام وأيد بأن الفاء تدل على أن الذكر عند المشعر يحصل عقيب الإفاضة من عرفات وما ذاك إلا بالبيتونة بالمزدلفة وذهب كثير إلى أنه جبل يقف عليه الإمام في المزدلفة ويسمى فزح وخص الله تعالى الذكر عنده مع أنه مأموريه في جميع المزدلفة لأنها كلها موقف إلا وادي محسركما دلت عليه الآثار الصحيحة لمزيد فضلهوشرفه وعن سعيد بن جبيرما بين جبلي مزدلفة فهو المشعر الحرام ومثله عن إبن عباس رضي الله تعالى عنهما وإنما سمى مشعرالأنه معلم العبادة ووصفبالحرام لحرمته والظرف متعلق بأذكروا أو بمحذوف حال من فاعله وأذكروا كما هداكم اي كما علمكم المناسك والتشبيه لبيان الحال وإفادة التقييد أي أذكروه على ذلك النحو ولا تعدلوا عنه ويحتمل أن يراد مطلق الهداية ومفاد التشبيه التسوية في الحسن والكمال أي أذكروه ذكرا حسنا كما هداكم هداية حسنة إلى المناسك وغيرها .
وما على المعنيين تحتمل أن تكون مصدرية فمحل كما هداكم النصب على المصدرية بحذف الموصوف أي ذكرا مماثلا لهدايتكم وتحتمل أن تكون كافة فلا محل لها من الإعراب والمقصود من الكاف مجرد تشبيه مضمون الجملة بالجملة ولذا لا تطلب عاملا تفضي بمعناه إلى مدخولها وذهب بعضهم إلى أنالكافللتعليل وأنها متعلقة بما عندها ومامصدرية لا غير أي أذكروه وعظموه لأجل هدايته السابقة منه تعالى لكم