والثانية ثلاثون ووقفهم عليها ولم يعد البسملة ولو عدها مستقلة لزاد العدد أو جزءا لورد وعلى المثبت البيان وأنى هو على أنه يرد على الثاني إستلزامه للتحكم بدعوى الإستقلال في الفاتحة والبعضية في غيرها وقول الرازي هذا غير بعيد فالحمد لله رب العالمين آية تارة وجزء آية أخرى كما في وآخر دعواهم الآية بعيد بل قياس باطل لوجود المقتضى للجزئية هناك وإنتفائه هنا وأيضا نزل الكثير من السور بلا بسملة ثم ضمت بعد وحديث الصحيح في بدء الوحي يبدي صحة ما قلنا وهذا يبعد كونها آية من السورة أو جزء آية وكونها لم تنزل بعد يبعد الثاني إن لم يبعد الأول وحديث أنها أول ما نزلت ليس بالقوي بل الثابت ويشكل عليه ما روى أنه كان يكتب بأسمك اللهم إلخ على أن الأولية إن سلمت وسلمت لا تضرنا وبالجملة يكاد أن يكون إعتقاد عدم كون البسملة جزءا من سورة من الفطريات كما لا يخفى على من سلم له وجدانه فهي آية من القرآن مستقلة ولا ينبغي لمن وقف على الأحاديث أن يتوقف في قرآنيتها أو ينكر وجوب قراءتها ويقول بسنيتها فوالله لو ملئت لي الأرض ذهبا لا أذهب إلى هذا القول وإن أمكنني والفضل لله تعالى توجيهه كيف وكتب الأحاديث ملأى بما يدل على خلافه وهو الذي صح عندي عن الإمام والقول بأنه لم ينص بشيء ليس بشيء وكيف لا ينص إلى آخر عمره في مثل هذا الأمر الخطير الدائر عليه أمر الصلاة من صحتها أو إستكمالها ويمكن أن يناط به بعض الأحكام الشرعية وأمور الديانات كالطلاق والحلف والتعليق وهو الإمام الأعظم والمجتهد الأقدم رضي الله تعالى عنه والأخفاء بها في الجهرية لا يدل على السنية فإن القول بوجوبها لا ينافي إخفاءها إتباعا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فعن إبن عباس لم يجهر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالبسملة حتى مات وروى مسلم عن أنس صليت خلف النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم اسمع منهم أحدا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولم يرد نفي القراءآت بل سماعها للأخفاء بدليل ما صرح به عنه فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم رواه أحمد والنسائي بإسناد على شرط الشيخين وروى الطبراني بإسناد عنه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم وأبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله تعالى عنهم وروى عن عبدالله بن المغفل ولا نسلم ضعفه أنه قال : سمعني أبي وأنا أقول بسم الله الرحمن الرحيم فقال أي بني إياك والحدث في الإسلام فقد صليت خلف رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فابتدءوا القراءة بالحمد لله رب العالمين فإذا صليت فقل الحمد لله رب العالمين أي أجهر بها وأخف البسملة وهو مذهب الثوري وابن المبارك وابن مسعود وابن الزبير وعمار بن ياسر والحسن إبن أبي الحسين والشعبي والنخعي وقتادة وعمر بن عبدالعزيز والأعمش والزهري ومجاهد وأحمد وغيرهم خلق كثير وأحاديث الجهر لم يصح منها سوى حديث إبن عباس الذي أخرجه الشافعي عنه كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم