التوكل قالوا على سبل التوكيد القسمي مظهرين لكمال العزيمة ولنصبرن على ماءاذيتمونا و ما مصدرية أي اذائكم ايانا بالعناد واقتراح الآيات وغير ذلك مما لاخير فيه وجوزوا أن تكون موصولة بمعنى الذي والعائد محذوف أي الذي أذيتموناه وكان الاصل آذيتمونا به فهل حذف به أو الباء ووصل الفعل إلى الضمير قولان وعلى الله خاصة فليتوكل المتوكلون .
21 .
- أي فليثبت المتوكلون على ماأحدثوه من التوكل والمراد بهم المؤمنون والتعبير عنهم بذلك لسبق اتصافهم به وغرض المرسلين من ذلك نحو غرضهم مما تقدم وربما يتجوز في المسند اليه فالمعنى وعليه سبحانه فليتوكل مريدو التوكل لكن الأول أولى .
وقرأ الحسن بكسر لام الأمر في ليتوكل وهو الأصل هذا وذكر بعضهم أن من خواص هذه الآية دفع أذى البرغوث فقد أخرج المستغفري في الدعوات عن أبي ذر عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : إذا آذاك البرغوث فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع مرات ومالنا أن لانتوكل على الله الآية وتقول : ان كنتم مؤمنين فكفروا شركم وأذاكم عنا ثم ترشه حول فراشك فانك تبيت آمنا من شرها .
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أبي الدرداء مرفوعا نحو ذلك إلا أنه ليس فيه إن كنتم مؤمنين فكفوا شركم واذاكم عنا ولم أقف على صحة الخبر ولم أجرب ذلك إذ ليس للبرغوث ولع بي والحمد لله تعالى وأظن أن ذلك لملوحة الدم كما أخبرني به بعض الاطباء والله تعالى أعلم بحقيقة الحال .
وقال الذين كفروا قيل : لعل هؤلاء القائلين بعض المتمردين في الكفر من أولئك الأمم الكافرة التي نقلت مقالاتهم الشنيعة دون جميعهم كقوم شعيب واضرابهم ولذلك لم يقل : وقالوا : لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا وجوز أن يكون المراد بهم أهل الحل والعقد الذين لهم قدرة على الاخراج والادخال ويكون ذلك علة للعدول عن قالوا أيضا و أو لأحد الأمرين ومرادهم ليكونن أحد الأمرين اخراجكم وأعودكم فالمقسم عليه في وسع المقسم والقول بأنها بمعنى حتى أو الا أن قول من لم يمعن النظر كما في البحر فيما بعدها اذ لايصح تركيب ذلك مع ماذكر كما يصح في لألزمنك أو تقضيني حقي والمراد من العود الصيرورة والانتقال من حال الى أخرى وهو كثير الاستعمال بهذا المعنى فيندفع ما يتوهم من أن العود يقتضي أن الرسل عليهم السلام كانوا وحاشاهم في ملة الكفر قبل ذلك .
واعترض في الفرائد بأنه لو كان العود بمعنى الصيرورة لقيل الى ملتنا فتعديته ففي يقتضي أنه ضمن معنى الدخول أي لتدخلن في ملتنا ورده الطيبي بأنه انما يلزم ماذكر لو كان في ملتنا صلة الفعل اما اذا جعل خبرا له لأن صار من أخوات كان فلا يرد كما في نحو صار زيد في الدار نعم يفهم مما ذكره وجه آخر وهو جعله مجازا بمعنى تدخلن لا تضمينا لأنه على ماقرروه يقصد فيه المعنيان فلا يدفع المحذور وفي الكشف ان في أبلغ من الى لدلالته على الاستقرار والتمكن كأنهم لم يرضوا بأن يتظاهروا أنهم من أهل ملتهم وقيل : المراد من العود في ملتهم سكوتهم عنهم وترك مطالبتهم بالايمان وهو كما ترى وقيل : هو على معناه المتبادر والخطاب لكل رسول ولمن آمن معه من قومه فغلبوا الجماعة على الواحد : فان كان الجماعة حاضرين فالامر ظاهر والا فهناك تغليب آخر في الخطاب وقيل : لاتغليب أصلا والخطاب للرسل وحدهم بناء على زعمهم أنهم كانوا من أهل ملتهم قبل أظهار الدعوة كقول فرعون عليه اللعنة لموسى عليه السلام : وفعلت فعلتك