كما زعم بمعنى مبصر لم يكن للمبالغة أيضا لأن فعيلا بمعنى مفعل ليس للمبالغة نحو أليم وسميع وأياما كان الظاهر أن عوده عليه السلام بصيرا بالقاء القميص على وجهه ليس الا من باب خرق العادة وليس الخارق بدعا في هذه القصة وقيل إن ذاك لما أنه عليه السلام انتعش حتى قوى قلبه وحرارته الغريزية فأوصل نوره الى الدماغ وأداه الى البصر ومن هذا الباب استشفاء العشاق بما يهب عليهم من جهة أرض المعشوق كما قال .
واني لأستشفي بكل غمامة يهب بها من نحو أرضك ريح وقال آخر ألا يانسيم الصبح مالك كلما تقربت منا فاح نشرك طيبا كأن سليمي نبئت بسقامنا فأعطتك رياها فجئت طبيبا الى غير ذلك مما لا يحصى وهو قريب مما سمعته آنفا عن الامام هذا وجاء في بعض الاخبار أنه عليه السلام سأل البشير كيف يوسف قال : ملك مصر فقال : ما أصنع بالملك على أي دين تركته قال : على الاسلام قال : الآن تمت النعمة وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال : لما جاء البشير اليه عليه السلام قال : ما وجدت عندنا شيئا وما اختبزنا منذ سبعة أيام ولكن هون الله تعالى عليك سكرات الموت وجاء في رواية أنه قال له : ماأدري ما أثيبك اليوم ثم دعا له بذلك قال ألم أقل لكم يحتمل أن يكون خطابا لمن كان عنده من قبل أي ألم أقل لكم أني لأجد ريح يوسف ويحتمل أن يكون خطابا لبنيه القادمين أي ألم أقل لكم لاتيأسوا من رحمة الله وهو الانسب بقوله : إني أعلم من الله مالا تعلمون .
69 .
- فان مدار النهي العلم الذي أوتيه عليه السلام من جهة الله سبحانه والجملة على الاحتمالين مستأنفة على الاخير يجوز أن تكون مقول القول أي ألم أقل لكم حين أرسلتكم الى مصر وامرتكم بالتحسس ونهيتكم عن اليأس من روح الله تعالى أني أعلم من الله مالا تعلمون من حياة يوسف عليه السلام واستظهر في البحر كونها مقول القول وهو كذلك .
قالوا ياأبانا أستغفر لنا ذنوبنا طلبوا منه عليه الاسلام الاستغفار ونادوه بعنوان الابوة تحريكا للعطف والشفقة وعللوا ذلك بقولهم : انا كنا خاطئين .
79 .
- أي ومن حق المعترف بذنبه أن يصفح عنه ويستغفر له : وكأنهم كانوا على ثقة من عفوه ولذلك اقتصروا على طلب الاستغفار وأدرجوا ذلك في الاستغفار وقيل : حيث نادوه بذلك أرادوا ومن حق شفقتك علينا أن تستغفر لنا فانه لولا ذلك لكنا هالكين لتعمد الاثم فمن ذا يرحمنا إذا لم ترحمنا وليس بذاك قال سوف أستغفر لكم ربي أنه هو الغفور الرحيم .
89 .
- روى عن ابن عباس مرفوعا أنه عليه السلام أخر الاستغفار لهم إلى السحر لأن الدعاء فيه مستجاب وروى عنه أيضا كذلك أنه أخره إلى ليلة الجمعة 1 وجاء ذلك في حديث طويل رواه الترمذي وحسنه وقيل : سوفهم إلى قيام الليل وقال ابن جبير وفرقة : إلى الليالي البيض فان الدعاء فيها يستجاب وقال الشعبي : أخره حتى يسأل يوسف عليه السلام فان عفا عنهم استغفر لهم وقيل أخر ليعلم حالهم في صدق التوبة وتعقب بعضهم بعض هذه الأقوال بأن سوف تأبى ذلك لأنها أبلغ من السين في التنفيس فكان حقه على ذلك السين ورد بما في المغني من أن