على ما هو الشائع في مثل ذلك ففي شرح التسهيل الإستعمال على أنهم إذا أرادوا تبرئة أحد من سوء إبتدأو تبرئة الله سبحانه من السوء ثم يبرئون من أرادوا تبرئته على معنى أن الله تعالى منزه عن أن لا يطهره مما يضيمه فيكون آكد وأبلغ والمنصور ما أشير إليه أولا وهو الذي يقتضيه السياق والسباق نعم هذا الإستعمال ظاهر فيما يأتي إن شاء الله تعالى من قوله تعالى عن النسوة : حاش لله ما علمنا عليه من سوء و ما عاملة عمل ليس وهي لغة للحجازيين لمشابهتها لها في نفي الحال على ما هو المشهور في ليس من أنها لذلك أو في مطلق النفي بناءا على ما قال الرضي من أنها ترد لنفي الماضي والمستقبل والغالب على لغتهم جر الخبر بالباء حتى أن النحويين لم يجدوا شاهدا على النصب في أشعارهم غير قوله : وأنا النذير بحرة مسودة تصل الجيوش إليكم قوادها أبناؤها متكنفون أباهم حنقوا الصدور وما هم أولادها والزمخشري يسمي هذه اللغة : اللغة القدمى الحجازية ولغة بني تميم في مثل ذلك الرفع وعلى هذا جاء قوله : ومهفهف الأعطاف قلت له أنتسب فأجاب ما قتل المحبل حرام وبلغتهم قرأ ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وزعم ابن عطية أنه لم يقرأ بها أحد هنا وقرأ الحسن وأبو الحويرث الحنفي ما هذا بشرى بالباء الجارة وكسر الشين على أن شرى كما قال صاحب اللوائح مصدر أقيم مقام المفعول به أي ما هذا بمشرى أي ليس ممن يشتري بمعنى أنه أعز من أن يجري عليه ذلك .
وروى هذه القراءة عبد الوارث عن أبي عمرو وأيضا إلا أنه روي عنه أنه مع ذلك كسر اللام من ملك وروى الكسر ابن عطية عن الحسن ابي الحويرث أيضا والمراد إدخاله في حيز الملوك بعد ففي كونه مما يصلح للملوكية فبين الجملتين تناسب ظاهر وكأن بعضهم لم ير أن من قرأ بذلك قرأ أيضا ملك بكسر اللام فقال : لتحصيل التناسب بينهما في تفسير ذلك أي ما هذا بعبد مشتري لئيم وعلى التقديرين لا يقال : إن هذه القراءة مخالفة لمقتضى المقام نعم إنها مخالفة لرسم المصحف لأنه لم يكتب ذلك بالياء فيه .
قالت فذلكن الفاء فصيحة والخطاب للنسوة والإشارة حسبما يقتضيه الظاهر إلى يوسف عليه السلام بالعنوان الذي وصفته به الآن من الخروج في الحسن والكمال عن المراتب البشرية والإقتصار على الملكية أو بعنوان ما ذكر مع الأخبار وتقطيع الأيدي بسببه أيضا فإسم الإشارة مبتدأ والموصول خبره والمعنى إن كان الأمر كما قلتن فذلكن الملك الكريم الخارج في الحسن عن المراتب البشرية أو الذي قطعتن أيديكن بسببه وأكبرتنه ووصفتنه بما وصفتنه هو الذي لمتنني فيه أي عيرتنني في الإفتتان فيه أو بالعنوان الذي وصفنه به فيما سبق بقولهن : إمرأة العزيز عشقت عبدها الكنعاني فإسم الإشارة خبر لمبتدأ محذوف دخلت الفاء عليه بعد حذفه والموصول صفة إسم الإشارة أي فهو ذلكن العبد الكنعاني الذي صورتن في أنفسكن وقلتن فيه وفي ما قلتن فالآن قد علمتن من هو وما قولكن فينا وقيل : أرادت هذا ذلك العبد الكنعاني