للموصوف ليست في التي لكن قيل كما في جمع الجوامع للجلال السيوطي إن التي في جمع غير عالم أكثر من اللاتي نعم إن الآلهة قد عوملت في الآية معاملة العقلاء لأن عبدتها نزلوها منزلة العقلاء في إعتقادهم فيها أنها تنفع وتضر فقيل : وما زادوهم غير تتبيب .
101 .
- ومن هنا قيل : إن اللاتي في تلك القراءة واقع موقع الألى أو الذين و التبيب على ما في البحر التخسير يقال : تب خسر وتببه خسره .
وذكر الجوهري أن التب الخسران والهلاك والتتبيب الإهلاك وفي القاموس التب والتبب والتباب والتتبيب النقص والخسار .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر ومجاهد تفسير ذلك بالتخسير وكذا أخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إلا أنه إستشهد عليه بقول بشر بن أبي خازم : هم جدعوا الأنوف فأذهبوها وهم تركوا بني سعد تبابا وحينئذ فالمعنى فما زادوهم غير تخسير أو خسارة لنفوسهم حيث إستحقوا العذاب الأليم الدائم على عبادتهم لها نسأل الله تعالى العفو والعافية .
وكذلك أي مثل الأخذ والإهلاك الذي مر بيانه وهو ما قال السمين : خبر مقدم وقوله سبحانه : أخذ ربك مبتدأ مؤخر وقيل : بالعكس والكاف يحتمل أن تكون إسمية وأن تكون حرفية وقد يجعل المشار إليه الأخذ المذكور بعد كما تحقق قبل وفي قراءة عبدالله كذلك بغير واو .
إذا أخذ القرى أي أهلها وإنما أسند إليه للإشعار بسريان أثره وقرأ الجحدري وأبو رجاء وكذلك أخذ ربك إذا أخذ على أن أخذ ربك فعل وفاعل والظرف لما مضى وهو إخبار عما جرت به عادة الله تعالى في إهلاك من تقدم من الأمم وكذلك على هذا ساد مسد المصدر النوعي ولا مانع من تقدمه على الفعل والقرى متنازع للمصدر والفعل وقوله سبحانه : وهي ظالمة في موضع الحال من القرى ولذا أنث الضمير و ظالمة إلا أن وصف القرى بالظلم مجاز وهو في الحقيقة صفة أهلها وجعله حالا من المضاف المقدر أولا وتأنيثه مكتسب من المضاف إليه تكلف وفائدة هذه الحال الإشعار بأن أخذهم بسبب ظلمهم وفي ذلك من أنذار الظالم ما لا يخفى والمراد بالظلم إما الكفر أو ما هو أعم وظاهر صنيع بعضهم أخذا من إطلاقه أنه شامل لظلم المرء نفسه وغيره إن أخذه أليم وجيع شديد .
102 .
- لا يرجى منه الخلاص وهذا مبالغة في التهديد والتحذير أخرج الشيخان في صحيحهما والترمذي والنسائي وابن ماجة وآخرون عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إلى قوله تعالى : إن أخذه أليم شديد إن في ذلك أي في أخذه سبحانه للأمم المهلكة أو فيما قص من أخبارهم لآية أي لعلامة وفسرها بعضهم بالعبرة لما أنها تلزمها وهو حسن والتنوين للتعظيم أي لعبرة عظيمة لمن خاف عذاب الآخرة فإنه إذا رأى ما وقع في الدنيا بالمجرمين من العذاب الأليم إعتبر به حال العذاب الموعود فإنه عصا من عصية وقليل من كثير وانزجر بذلك عن المعاصي التي يترتب عليها العذاب وأكب على التقوى والخشية من الله تعالى وقد أقيم من خاف إلخ مقام من صدق بذلك لما بينهما