والعلم ويكون توجه الإستفهام إليه من تلك الحيثية وهو بين الفساد وكلتا اللامين متعلقة بالأذن وهما مختلفتان معنى فإن الأولى للتعليل والثانية للتبليغ والضمير المجرور لجميع من أشير إليه .
وتوجيه الإنكار إلى الأذن باعتبار شموله للكل لا باعتبار تعلقه بكل فرد فرد لتحقق عدم استطاعة البعض على ما ينبىء عنه ما في حيز حتى والتعبير عن الفريق الأول بالموصول الذي صلته فعل دال على الحدوث وعن الفريق الثاني باسم الفاعل المفيد للدوام للإيذان بأن ما ظهر من الأولين صدق حادث في أمر خاص غير مصحح لنظمهم في سلك الصادقين وأن ما صدر من الآخرين وإن كان كذبا حادثا متعلقا بأمر خاص لكنه جار على عادتهم المستمرة ناشيء عن رسوخهم في الكذب والتعبير عن ظهور الصدق بالتبين وعما يتعلق بالكذب بالعلم لما اشتهر من أن مدلول الخبر هو الصدق والكذب احتمال عقلي وإسناد العلم له صلى الله تعالى عليه وسلم دون المعلومين بأن يبنى الفعل للمفعول مع إسناد التبين للأولين لما أن المقصود ههنا علمه E بهم ومؤاخذتهم بموجبه بخلاف الأولين حيث لا مؤاخذة عليهم وإسناد التبين إليهم وتعليق العلم بالآخرين مع أن مدار الإستناد والتعلق أولا وبالذات هو وصف الصدق والكذب كما أشير إليه لما أن القصد هو العلم بكلا الفريقين باعتبار اتصافهما بوصفيهما المذكورين قاله شيخ الإسلام ولا يخفى حسنه وفي تصدير الخطاب بما صدر به تعظيم لقدر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وتوقير له وتوفير لحرمته E وكثيرا ما يصدر الخطاب بنحو ما ذكر لتعظيم المخاطب فيقال : عفا الله تعالى عنك ما صنعت في أمري ورضي الله سبحانه عنك ما جوابك عن كلامي والغرض التعظيم ومن ذلك قول علي بن الجهم يخاطب المتوكل وقد أمر بنفيه : : عفا الله عنك ألا حرمة تجود بفضلك يا ابن العلا ألم تر عبدا عدا طوره ومولى عفا ورشدا هدى أقلني أقالك من لم يزل يقيك ويصرف عنك الردى ووما ينظم في هذا السلك ما روي من قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : لقد عجبت من يوسف عليه السلام وكرمه وصبره والله تعالى يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ولو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى أشترط أن يخرجوني وأخرج ابن المنذر وغيره عن عون بن عبدالله قال : سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا بدأ بالعفو قبل المعاتبة وقال السجاوندي : إن فيه تعليم تعظيم النبي صلوات الله سبحانه عليه وسلامه ولولا تصدير العفو في العتاب لما قام بصولة الخطاب وعن سفيان بن عيينة أنه قال : انظروا إلى هذا اللطف بدأ بالعفو قبل ذكر المعفو ولقد أخطأ وأساء الأدب وبئسما فعل فيما قال وكتب صاحب الكشاف كشف الله تعالى عنه ستره ولا أذن له ليذكر عذره حيث زعم أن الكلام كناية عن الجناية وأن معناه أخطأت لا يكون هو المراد أو يكون ولكن قد أجل قد أجل الله تعالى نبيه الكريم عن مخاطبته بذلك ولطف به في الكناية عنه أفلا يتأدب بآداب الله خصوصا في حق المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم فعلى التقديرين هو ذاهل عما يجب من حقه E .
ويا سبحان الله من أين أخذ عامله الله تعالى بعد له ما عبر عنه ببئسما والعفو لو سلم مستلزم للخطأ فهو