من عذبوا به وهذان القولان ينجران إلى الخير المرفوع والجراد هو المعروف واحده جرادة سمى به لجرده ما على الأرض وهو جند من جنود الله تعالى يسلطه على من يشاء من عباده وأخرج أبو داود وابن ماجه والطبراني وغيرهم عن أبي زهير النميري مرفوعا النهي عن مقاتلته معللا بما ذكر وذكر البيهقي أن ذلك إن صح مراد به إذا لم يتعرض لإفساد المزارع فإذا تعرض له جاز دفعه بما يقع به الدفع من القتال والقتل أو أريد به الإشارة إلى تعذر مقاومته بذلك وأخرج أبو داود ومن معه عن سلمان قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن الجراد فقال أكثر جنود الله تعالى لاآكله ولا أحرمه وزعم أنه مخلوق من ذنوب ابن آدم مؤول والقمل بضم القاف وتشديد الميم قيل : هو الدبى وهو الصغار من الجراد ولا يسمى جرادا إلا بعد نبات أجنحته وروى ذلك ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وقيل : هو القردان جمع القراد المعروف وقيل : صغار الذر وعن حبيب بن أبي ثابت أنها الجعلان وعن ابن زيد قال : زعم بعض الناس أنها البراغيث وعن سعيد ابن جبير أنها السوس وهي الدابة التي تكون في الحنطة وغيرها ويسمى قملا بفتح فسكون وبذلك قرأ الحسن والضفادع جمع ضفدع كزبرج وجعفر وجندب ودرهم وهذا أقل أو مردود الدابة المائية المعروفة والدم معروف وتشديد 1 دالة لغة .
وروي أن موسى عليه السلام لما رأى من فرعون وقومه العناد والإصرار دعا وقال : يارب إن فرعون علا في الأرض وإن قومه قد نقضوا العهد رب فخذهم بعقوبة تجعلها عليهم نقمة ولقومي عظة ولمن بعدهم آية وعبرة فأرسل الله تعالى عليهم المطر ثمانية أيام في ظلمة شديدة لم يستطع أحد لها أن يخرج من بيته فدخل الماء بيوتهم حتى قاموا فيه إلى تراقيهم ولم يدخل بيوت بني إسرائيل منه قطرة وكانت مشتبكة في بيوتهم وفاض الماء على أرضهم وركد فمنعهم من الحرث والتصرف ودام ذلك الماء عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت فقالوا : ياموسى ادع لنا ربك يكشف عنا ذلك ونحن نؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم فنبت من العشب والكلأ مالم يعهد مثله قبله فقالوا : ماكان هذا الماء إلا نعمة علينا فلم يؤمنوا فبعث الله تعالى عليهم الجراد فأكل زروعهم وثمارهم وأبوابهم وسقوفهم وثيابهم وأمتعتهم حتى أكل مسامير الحديد التي في الأبواب ولم يصب بني إسرائيل من ذلك شيء فعجوا وضجوا إلى موسى عليه السلام وقالوا له كما قالوا أولا فخرج عليه السلام إلى الصحراء فأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب فرجع إلى النواحي التي جاء منها وقيل : جاءت ريح فألقته في البحر فلم يؤمنوا فسلط الله تعالى عليهم القمل فأكل ماأبقى الجراد وكان يدخل بين ثوب أحدهم وجلده فيمصه وإذا أراد أن يأكل طعاما امتلأ قملا وقال ابن المسيب : ابتلوا بالسوس فكان الرجل منهم يخرج بعشرة أجربة إلى الرحى فلا يرد إلا بثلاثة أقفزة منها وأخذ حواجبهم وأشفار عيونهم وسائر شعورهم وفعل في جلودهم ما يفعله الجدري ومنعهم النوم والقرار ففزعوا إلى موسى عليه السلام فرفع عنهم فقالوا : قد تحققنا الآن أنك ساحر فأرسل الله تعالى عليهم الضفادع فامتلأت بيوتهم وأفنيتهم وأمتعتهم وآنيتهم منها فلا يكشف أحد إناء إلا وجدها فيه وكان الرجل يجلس