تحية بينهم ضرب وجيع .
والقصد منه نفي الجواب على أبلغ وجه لأن ما ذكر في حيز الاستثناء لاتعلق له بكلامه عليه السلام م انكار الفاحشة وتعظيم ووسمهم بما هو اصل الشر كله ولو قيل : وقالوا أخرجوهم لم يكن بهذه المثابة من الافادة .
وقوله سبحانه : أنهم أناس يتطهرون .
28 .
- تعليل للأمر بالاخراج ومقصود الأشقياء بهذا الوصف السخرية بلوط ومن معه وبتطهرهم من الفوحش وتباعدهم عنها وتنزههم عما في المحاش والافتخار بما كانوا فيه من القذارة كما يقول الشطار من الفسقة لبعض الصلحاء إذا وعظهم : أخرجوا عنا هذا المتقشف وأريحونا من هذا المتزهد وقريء برفع جواب على أنه اسم كان والا أن قالوا الخ خبر قيل : وهو أظهر وان كان لأول أقوى في الصناعة لأن الأعراف أحق بالاسمية وقد تقدم ما ينفعك هنا فتذكر .
وأيا ماكان فليس المراد أنهم لم يصدر عنهم في مقابلة كلام لوط عليه السلام ومواعظه إلا هذه المقالة الباطلة كما ينساق إلى الذهن بل أنه لم يصدر عنهم في المرة الأخيرة من مرات المحاورات الجارية بينه عليه السلام وبينهم إلا هذه الكلمة الشنيعة والا فقد صدر عنهم قبل ذلك كثير من الترهات كما حكي عنهم في غير موضع من الكتاب الكريم وكذا يقال في نظائره قيل : وإنما جيء بالواو في وما كان الخ دون الفاء كما في النمل والعنكبوت لوقوع الاسم قبل هنا والفعل هناك والتعقيب بالفعل بعد الفعل حسن دون التعقيب به بعد الاسم وفيه تأمل .
ولعل ذكر أخرجوهم هنا و أخرجوا آل لوط في النمل إشارة إلى أنهم قالوا مرة هذا وأخرى ذاك أو ان بعضا قال كذا وءاخر قال كذا وقال النيسابوري : إنما جاء في النمل أخرجوا آل لوط ليكون تفسيرا لهذه الكناية وقيل : إن تلك السورة نزلت قبل الاعراف وقد صرح في الأولى وكني في الثانية اه ولعل ما ذكرناه أولى فتأمل فأنجيناه وأهله أي من أختص به واتبعه من المؤمنين سواء من ذوي قرابته عليه السلام أم لا وقيل : ابنتاه ريثا ويغوثا وللأهل معان ولكل مقام مقال وهو عند الامام الأعظم رضي الله تعالى عنه في باب الوصية الزوجة للعرف ولقوله سبحانه : قال لأهله امكثوا وسار بأهله فتدفع الوصية لها إن كانت كتابية أو مسلمة وأجازت الورثة وعند الامامين أهل الزجل كل من في عياله ونفقته غير ممالكيه وورثته وقولهما كما في شرح التكملة استحسان وأيده ابن الكمال بهذ الآية لأنه لايصح فيها أن يكون بمعنى الزوجة أصلا لقوله سبحانه : إلا امرأته فانه استثناء من أهله وحينئذ لا يصح الاستثناء وأنت تعلم أن الكلام في المطلق على القرينة لا في الأهل مطلقا واسم امرأته عليه السلام واهلة وقيل : والهة كانت من الغابرين .
38 .
- أي بعضا منهم فالتذكير للتغليب ولبيان استحقاقها لما يستحقه المباشرون للفاحشة وكانت تسر الكفر وتوالي أهله فهلكت كما هلكوا .
وجوز أن يكون المعنى كانت مع القوم الغابرين فلا تغليب والغابر بمعنى الباقي ومنه قول الهذلي .
فغبرت بعدهم بعيش ناصب .
ويجيء بمعنى الماضي والذأهب ومنه قول الاعشى : في الزمن الغابر فهو من الاضداد كما في الصحاح وغيره ويكون بمعنى الهالك أيضا وفي بقاء امرأته مع أولئك القوم روايتان ثانيتهما أنه عليه السلام أخرجها مع أهله ونهاهم عن الالتفات فالتفتت هي فاصابها حجر فهلكت والآية هنا محتملة للأمرين