ونصب ضعفا على أنه صفة لعذاب وجوز أن يكون بدلا منه و من النار صفة العذاب أو الضعف قال سبحانه وتعالى : لكل منكم ومنهم عذاب ضعف من النار أما القادة فلضلالهم واضلالهم وذلك سبب الدعاء السابق وأما الاتباع فلذلك أيضا عند بعض وكونهم ضالين ظاهر وأما كونهم مضلين فلان اتخاذهم اياهم رؤساء يصدرون عن أمرهم يزيد في طغيانهم كما قال سبحانه وتعالى وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا واعترض بعدم اطراده فان اتباع كثير من الاتباع غير معلوم للقادة إلا أن يقال : إنه مخصوص ببعضهم وقيل : الاحسن أن ياقل : إن ضعف الاتباع لاعراضهم عن الحق الواضح وتولي الرؤساء لينالوا عرض الدنيا اتباعا للهوى ويدل عليه قوله تعالى : وقال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين وفيه ما فيه والأولى أن يقال : إن ذلك في الاتباع لكفرهم وتقليدهم ولا شك أن التقليد في الهدى ضلال يستحق فاعله العذاب ونقل الراغب عن بعضهم في الآية أن المعنى لكل منكم ومنهم ضعف ما يرى اةخر فان من العذاب ظاهرا وباطنا وكل يدرك من الآخر الظاهر دون الباطن فيقدر أن ليس له العذاب الباطن واختار أن المعنى لكن منهم ضعف مالكم من العذاب والظأهر ماعولنا عليه .
ولكن لا تعلمون .
83 .
- مالكم أو مالكل فريق فلذا تكلمتم بما يشعر باعتقادكم استحقاق الرؤساء الضعف دونكم فالخطاب على التقديرين للاتباع كما هو الظاهر .
وقيل : إنه على الأول للاتباع وعلى الثاني للفريقين بتغليب المخاطبين الذين هم الاتباع على الغيب الذين هم القادة وقرأ عاصم لايعلمون بالياء التحتية على انفصال هذا الكلام عما قبله بأن يكون تذييلا لم يقصد به ادراجه في الجواب ومن ادعى أن الخطاب للفريقين على سبيل التغليب قال : إن هذه القراءة على انفصال القادة من الاتباع إذ عليها لايمكن القول بالتغليب إد لا يغلب الغائب على المخاطب .
وقالت أولاهم لأخراهم حين سمعوا جواب الله تعالى لهم واللام هنا يجوز أن تكون للتبليغ لأن خطابهم لهم بدليل قوله سبحانه وتعالى : فما كان لكم علينا من فضل أي إنا وإياكم متساوون في استحقاق العذاب وسببه وهذا مرتب على كلام الله تعالى على وجه التسبب لأن اخباره سبحانه بقوله جل وعلا : لكل ضعف سبب لعلمهم بالمساواة فالفاء جوابية لشرط مقدر أي إذا كان كذلك فقد ثبت أن لا فضل لكم علينا وقيل : إنها عاطفة على مقدر أي دعوتم الله تعالى فسوى بيننا وبينكم فما كان الخ وليس بشيء .
وأياما كان فقد عنوا بالفضل تخفيف العذاب ووحدة السبب وأما ما قيل من أن المعنى ما كان لكم علينا من فضل في الرأي والعقل وقد بلغكم ما نزل بنا من العذاب فلم اتبعتمونا فكما ترى وقيل : المعنى ما كان لكم علينا في الدنيا فضل بسبب ابتاعكم إيانا بل اتباعكم وعدم اتباعكم سواء عندنا فاتباعكم إيانا كان باختياركم دون حملنا لكم عليه وعليه فليس مرتبا على كلام الله تعالى وجوابه كما في الوجه الأولي فذوقوا العذاب المضاعف بما كنتم تكسبون .
93 .
- أي بسبب كسبكم او الذي تكسبونه والظاهر ان هذا من كلام القادة قالوه لهم على سبيل التشفي وترتبه على ما قبله على القول الأخير في معنى الآية في غاية الظهور وجوز أن يكون من كلام الله تعالى للفريقين على سبيل التوبيخ والوقف على فضل : وقيل : هو من مقول الفريقين أي قالت كل