معلوم عند الله تعالى كما نزل بالامم قبلهم ورجوع إلى الحث على الاتباع بعد الاستطراد الذي قاله البعض .
وقد روعي نكتة في تعقيبه تحريم الفواحش حيث ناسبه أيضا وفسر بعضهم الأجل هنا بالمدة المعينة التي أمهلوها لنزول العذاب وفسره آخرون بوقت الموت وقالوا : التقدير ولكل أحد من أمة وعلى الأول لا حاجة إلى التقدير فاذا جاء أجلهم الضمير كما قال بعض المحققين إما للأمم المدلول عليها بكل أمة وإما لكل أمة وعلى الأول فاظهار الأجل مضافا إلى ذلك الضمير لافادة المعنى المقصود الذي هو بلوغ كل أمة أجلها الخاص بها ومجيؤه إياها بواسطة اكتساب الأجل بالاضافة عموما يفيده معنى الجمعية كأنه قيل : إذا جاء آجالهم بأن يجيء كل واحد من تلك الأمم أجلها الخاص بها وعلى الثاني وهو الظاهر فالاظهار في موقع الاضمار لزيادة التقرير والاضافة لافادة أكمل التمييز وقرأ ابن سيرين آجالهم بصيغة الجمع واستظهرها ابن جني وجعل الافراد لقصد الجنسية والجنس من قبيل المصدر وحنه الاضافة إلى الجماعة والفاء قيل : فصيحة وسقطت في آية يونس لما سنذكره إن شاء الله تعالى هناك والمراد من مجيء قربه أو تمامه أي إذا حان وقرب أو انقطع وتم لايستأخرون عنه ساعة قطعة من الزمان في غاية القلة وليس المراد بها الساعة في مصطلح المنجمين المنقسمة إلى ساعة مستوية وتسمى فلكية هي زمان مقدار خمس عشرة درجة أبدا ومعوجة وتسمى زمانية هي زمان مقدار نصف سدس النهار أو الليل أبدا ويستعمل الأولى أهل الحساب غالبا والثانية الفقهاء وأهل الطلاسم ونحوهم وجملة الليل والنهار عندهم أربع وعشرون ساعة أبدا سواء كانت الساعة مستوية أو معوجة إلا أن كلا من الليل والنهار لا يزيد عى اثنتي عشرة ساعة معوجة أبدا ولهذا تطول وتقصر وقد تساوي الساعة المستوية وذلك عند استواء الليل والنهار والمراد لا يتأخرون أصلا وصيغة الاستغفار للاشعار بعجزهم وحرمانهم عن ذلك مع طلبهم له ولا يستقدمون .
43 .
- أي ولا يتقدمون عليه .
والظاهر أنه عطف على ولا يستأخرون كما أعربه الحوفي وغيره واعترض بأنه لا يتصور الاستقدام عند مجيئه فلا فائدة في نفيه بل هو من باب الاخبار بالضروري كقولك : إذا قمت فيما يأتي لم يتقدم قيامك فيما مضى وقيل : إنه معططوف على الجملة الشرطية لا الجزائية فلا يتقيد بالشرط فمعنى الآية لكل أمة أجل فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون عنه ولكل أمة أجل لا يستقدمون عليه وتعقبه العلامة السالكوتي بأنه لا يخفى أن فائدة تقييد قوله تعالى لايستأخرون فقط بالشرط غير ظاهرة وإن صح بل المتبادر الى الفهم السليم ما تقدم وفيه تنبيه على أن الأجل كما يمتنع التقدم عليه بأقصر مدة هي الساعة كذلك يمتنع التأخر عنه وإن كان ممكنا عقلا فان خلاف ما قدره الله تعالى وعلمه محال والجمع بين الأمرين فيما ذكر كالجمع بين من سوف التوبة إلى حضور الموت ومن مات على الكفر في نفي التوبة عنه في قوله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيآت الآية ولعل هذا مراد من قال إنه عطف على الجزاء بناء على أن يكون معنى قووله تعالى : لايستأخرون ولا يستقدمون لا يستطيعون تغييره على نمط قووله تعالى ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب وقولهم : كلمته فما رد على سوداء ولا بيضاء فلا يرد ما قيل وأنت خبير بأن هذا المعنى حاصل بذكر الجزاء بدون ذكر ولا يستقدمون والحق العطف على الجملة الشرطية وفي شرح المفتاح القيد إذا جعل جزأ