بعض في العذاب كما كانوا كذلك في الدنيا عند اقتراف ما يؤدي اليه من القبائح كما قيل وروي مثله عن قتادة بما كانوا يكسبون .
921 .
- اي بسبب ما كانوا مستمرين على كسبه من الكفر والمعاصي يا معشر الجن والانس شروع في حكاية ما سيكون من توبيخ المعشرين وتقريعهم بتفريطهم فيما يتعلق بخاصة أنفسهم ألم يأتكم في الدنيا رسل من عند الله D كائنة منكم أي من جملتكم لكن لا على أن يأتي كل رسول كل واحد من الامم ولا على أن أولئك الرسل عليهم السلام من جنس الفريقين مع بل على أن يأتي كل أمة رسول خاص بها وعلى أن تكون من الانس خاصة إذ المشهور أنه ليس من الجن رسل وأنبياء ونظيره في هدا قوله تعالى : يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان فانهما إنما يخرجان من الملح فقط كما سيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى .
والفراء قدر هنا مضافا لذلك أي من احدكم وقال غير واحد : المراد بالرسل ما يعم رسل الرسل وقد ثبت أن الجن استمعوا للقرآن وأنذروا به قومهم فقد قال سبحانه : وإذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن إلى قوله D : ولوا إلى قومهم منذرين وعن الضحاك وغيره أن الله تعالى أرسل للجن رسلا منهم وصرح بعضهم أن رسولا منهم يسمى يوسف وظاهر الآية يقتضي إرسال الرسل إلى كل من المعشرين من جنسهم وادعى بعض قيام الاجماع على أنه لم يرسل إلى الجن رسول منهم وإنما أرسل اليهم من الانس وهل كان ذلك قبل بعثةنبينا E أم لا الذي نص عليه الكلبي الثاني قال : كان الرسل يرسلون إلى الأنس حتى بعث محمد صلى الله عليه وسلّم إلى الانس والجن يقصون عليكم آياتي التي أوحيتها اليهم والجملة صفة أخرى لرسل محققة لما هو المراد من ارسالهم من التبليغ والانذأر وقد حصل ذلك بالنسبة الى الثقلين وينذرونكم أي يخوفونكم بما في تضاعيفها من القوارع لقاء يومكم هذا أي يوم الحشر الذي قد عاينوا فيه ما عاينوا قالوا استئناف بياني والمقصود منه حكاية قولهم : كيف يقولون وكيف يعترفون شهدنا على أنفسنا أي بايتاء الرسل وقصهم وانذارهم وبمقابلتهم إياهم بالكفر والتكذيب وقوله سبحانه : وغرتهم الحياة الدنيا مع ما عطف عليه اعتراض لبيان ما أداهم في الدنيا إلى ارتكاب القبائح التي ارتكبوها وألجاهم في الآخرة إلى الاعتراف بالكفر واستيجاب العذاب وذم لهم بذلك وتسفيه لرأيهم فلا تكرار في الشهادتين أي واغتروا في الدنيا بالحياة الدنيئة واللذات الخسيسة الفانية وأعرضوا عن النعيم المقيم الذي بشرت به الرسل عليه السلام واجترأوا على ارتكاب ما يجرهم إلى العذاب المؤبد الذي انذروهم إياه وشهدوا في اةخرة على أنفسهم أنهم كانوا في الدنيا كافرين .
31 .
- بالآيات والنذر واضطروا إلى الاستسلام لأشد العذاب وفي ذلك من تحسرهم وتحذير السامعين عن مثل صنيعهم ما مزيد عليه .
ذلك اشارة إلى إتيان الرسل أو السؤال المفهوم من ألم يأتكم أو ما قص من أمرهم أعني شهادتهم على أنفسهم بالكفر واستيجاب العذاب وهو إا مرفوع على أنه خبر مبتدأ مقدر أي الأمر ذلك أو مبتدأ خبره مقدر أو خبره قوله سبحانه : أن لم يكن ربك مهلك القرى بحذف اللام على أن أن مصدرية أو مخففة من أن وضمير الشأن الذي هو اسمها وإا منصوب على أنه مفعول به لفعل مقدر كخذو فعلنا ونحو ذلك وجوز أن