قبضقبض أرواح الظلمة بفعل الغريم الملح يبسط يده إلى من عليه الحق ويعنف عليه في المطالبة ولا يمهله ويقول له : أخرج ما لي عليك الساعة ولا أريم مكاني حتى أنزعه من أحداقك وفي الكشف أنه كناية عن العنف في السياق والالحاح والتشديد في الازهاق من غير تنفيس وإمهال ولا بسط ولا قول حقيقة هناك واستظهر ابن المنير أنهم يفعلون معهم هذه الأمور حقيقة على الصور المحكية وإذا أمكن البقاء على الحقيقة فلا معدل عنها .
اليوم المراد به مطلق الزمان لا المتعارف عليه وهو إا حين الموت أو ما يشمله وما بعده تجزون عذاب الهون أي المشتمل على الهوان والشدة والاضافة كما في رجل سوء تفيد أنه متمكن في ذلك لأن الاختصاص الذي تفيده الاضافة اقوى من اختصاص التوصيف وجوز أن تكون الاضافة على ظاهرها لأن العذاب قد يكون للتأديب لا للهوان والخزي ومن الناس من فسر غمرات الموت بشدائد العذاب في النار فانها وان كانت أشد من سكرات الموت في الحقيقة الا أنها استعملت فيها تقريبا للافهام وبسط الملائكة أيديهم بضربهم للظالمين في النار بمقامع من حديد والاخراج بالاخراج من النار وعذابها واليوم باليوم المعلوم بما كنتم تقولون مفترين على الله غير الحق من نفي أنزاله على بشر شيئا وادعاء الوحي أو من نسبة الشرك اليه ودعوى النبوة كذبا ونفيها عمن اتصف بها حقيقة أو نحو ذلك وفي التعبير بغير الحق عن الباطل ما لا يخفى وهو مفعول تقولون وجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي قولا غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون .
39 .
- أي تعرضون فلا تتأملون فيها ولا تؤمنون ولقد جئتمونا للحساب فرادى أي منفردين عن الاعوان والأوثان التي زعمتم أنها شفعاؤكم أو عن الأموال والاولاد وسائر ما آثرتموه من الدنيا أخرج ابن جرير وابن المنذر وغيرهما عن عكرمة قال : قال النضر بن الحرث سوف تشفع لي اللات والعزى فنزلت والجملة على ماذهب اليه بعض المحققين مستأنفة من كلامه تعالى ولا ينافي قوله تعالى : ولا يكلمهم لأن المراد نفي تكليمهم بما ينفعهم أو لأنه كناية عن الغضب وقيل : معطوفة على قول الملائكة اخرجوا الخ وهي من جملة كلامهم وفيه بعد وإن ظنه الأمام أولى وأقوى ونصب فرادى على الحال من ضمير الفاعل وهو جمع فرد على خلاف القياس كانه جمع فردان كسكران على ما في الصحاح والألف للتأنيث ككسالى والراء في فرده مفتوحة عند صاحب الدر المصون وحكى بصيغة التمريض سكونها ونقل عن الراغب أنه جمع فريد كأسير وأسارى وفي القاموس ياقل : جاءوا فرادا وفرادا وفرادى وفراد وفراو وفراد وفردى كسكرى أي واحدا بعد واحد والواحد فرد وفرد وفريد وفردان ولا يجوز فرد في هذا المعنى ولعل هذا بعيد الارادة في الآية وقريء فرادا كرخال المضموم الراء وفراد كاحاد ورباع في كونه صفة معدولة ولا يرد أن مجيء هذا الوزن المعدول مخصوص بالعدد بل ببعض كلماته كما نص عليه الفراء وغيره من عدم الاختصاص نعم هو شائع فيما ذكر وفردى كسكرى تأنيث وفردان والتأنيث لجمع ذي الحال كما خلقناكم أول مرة بدل من فرادى بدل كل لأن المراد المشابهة في الانفراد المذكور والكاف اسم بمعنى مثل أي مثل الهيئة التي ولدتم عليها في الانفراد ويجوز أن يكون حالا ثانية على رأي من يجوز تعدد الحال من غير عطف وهو الصحيح أو حالا من الضمير في فرادى فهي حال مترادفة أو متداخلة والتشبيه