الاشارة ويكون الذين نعتا له أو بدلا منه وأن تكون خبرا ثانيا واختار كما يشير كلامه أن تكون الاشارة الى النفوس المدلول عليها بنفس وجعلت الجملة لبيان تبعة الابسال واختار كثير من المحققين ما أشرنا إليه .
وترتيب ما ذكر من العذابين على كفرهم مع أنهم معذبون بسائر معاصيهم أيضا حسبما ينطق به قوله سبحانه بما كسبوا لأنه العمدة في أسباب العذاب والأهم في باب التحذير أو أريد كما قيل م : بكفرهم ما هو أعم منه ومن مستتبعاته من المعاصي .
قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي أن المشركين قالوا للمؤمنين : اتبعوا سبيلنا واتركوا دين محمد صلى الله عليه وسلّم فقال الله تعالى : قل الخ .
وقيل : نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه حين دعاه ابنه عبد الرحمن إلى عبادة الأصنام وفي توجيه الأمر إليه A ما لا يخفى من تعظيم شأن المؤمنين أو أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أي أنعبد متجاوزين عبادة الله تعالى الجامع لجميع صفات الألوهية التي من جملتها القدرة على النفع والضر ما لايقدر على نفعنا ان عبدناه ولا على ضرنا إذا تركناه وأدنى مراتب المعبودية القدرة على ذلك وفاعل ندعوا وكذا ما عطف عليه من قوله سبحانه : ونرد على أعقابنا عام لسيد المخاطبين A ولغيره وليس مخصوصا بالصديق رضي الله تعالى عنه بناء على أنه سبب النزول وفي الآية تغليب إذ لايتصور الرد على العقب المراد به الرجوع إلى الشرك منه A والمعنى أليق بنا معشر المسلمين ذلك والاعقاب جمع عقب وهو مؤخر الرجل يقال : رجع على عقبه إذا انثنى راجعا ويكنى به كما قيل عن الذهاب من غير رؤية موضع القدم وهو ذهاب بلا علم بخلاف الذهاب مع الاقبال وقيل : الرد على الاعقاب بمعنى الرجوع إلى الضلال والجهل شركا أو غيره والجمهور على الأول والتعبير عن الرجوع إلى الشرك بالرد على الاعقاب كما قال شيخ الاسلام لزيادة تقبيحه بتصويره بصورة ما هو علم في القبح مع ما فيه من الاشارة إلى كون الشرك حالة قد تركت ونبذت وراء الظهر وإيثار نرد على نرتد لتوجيه الانكار إلى الارتداد برد الغير تصريحا بمخالفة المضلين وقطعا لاطماعهم الفارغة وإيذانا بأن الارتداد من غير راد ليس في حيز الاحتمال ليحتاج إلى نفيه وإنكاره بعد إذ هدانا الله أي إلى التوحيد والاسلام أو إلى سائر ما يترتب عليه الفوز في الآخرة على ما قيل والظرف متعلق بنرد مسوق لتأكيد النكير لا لتحقيق معنى الرد وتصويره فقط وإلا لكفى أن يقال : بعد إد اهتدينا كأنه قيل : أنرد إلى ذلك باضلال المضل بعد إذ هدانا الله الذي لا هادي سواه وليست الآية من باب التنازع فيما يظهر ولا أن جملة نرد في موضع الحال من ضمير ندعو أي ونحن نرد وجوزه أبو البقاء 8 وقوله سبحانه : كالذي استهوته الشياطين نعت لمصدر محذوف أي أنرد ردا مثل رد الذي استهوته الخ وقدر الطبرسي أندعوا دعاء مثل دعاء الذي الخ وليس بشيء كما لا يخفى وقيل : إنه في موضع الحال من فاعل نرد أي أنرد على أعقابنا مشبهين بذلك واعترضه صاحب الفرائد بأن حاصل الحالية أنرد في حال مشابهتنا كقولك : جاء زيد راكبا أي في حال ركوبه والرد ليس في حال المشابهة كما أن المجيء في حال الركوب .
وأجاب عنه الطيبي بأن الحال مؤكدة كقوله سبحانه : ثم وليتم مدبرين فلا يلزم ذلك ولا يخفى أنه في