سبحانه والرياضة فانه عز شأنه غفور يسترها عنه رحيم يرحمه بهبة التمكين ونعمة الاستقامة وكذلك نفصل الآيات أي مثل ذلك التبيين الذي بيناه لهؤلاء المؤمنين نبين لك صفاتنا ولنستبين سبيل المجرمين وهم المحجوبون بصفاتهم الذين يفعلون لذلك ما يفعلون والله تعالى الموفق للصواب .
قل إني نهيت أمر له صلى الله عليه وسلّم بالرجوع إلى خطاب المصرين على الشرك إثر ما أمر بمعاملة من عداهم بما يليق بحالهم أي قل لهم لاطماعهم الفارغة عن ركونك اليهم وبيانا لكون ما هم عليه هوى محضا وضلالا صرفا إني صرفت ومنعت بالادلة الحقانية والآيات القرآنية أن اعبدوا الذين أي عن عبادة الآلهة الذين تدعون أي تعبدونهم أو تسمونهم آلهة من دون الله سواء كانوا ذوي عقول أم لا .
وقد يقال المراد بهم الأصنام إلا أنه عبد بصيغة العقلاء جريا على زعمهم قل لا أتبع أهواءكم تكرير الأمر مع قرب العهد اعتناء بشأن المأمور به وايذانا باختلاف القولين من حيث أن الأول حكاية لما مر من جهته تعالى من النهي والثاني لما من جهته E من الانتهاء عن عبادة ما يعبدون وفي هذا القول استجهال لهم وتنصيص على أنهم فيما هم فيه من عبادة غير الله تعالى تابعون لأهواء باطلة وليسوا على شيء مما ينطلق عليه الىين أصلا واشعار بما يوجب النهي والانتهاء وفيه كما قيل إشارة إلى عدم كفاية التقليد الصرف في مثل هذه المطالب وقيل وهو في غاية البعد : إن المراد لا أتبع أهواءكم في طرد المؤمنين قد ضللت إذا أي إن اتبعت أهواءكم فقد ضللت وهو استئناف مؤكد لانتهائه E عما نهي عنه مقرر لكونه غاية الضلال .
وقرأ يحيى بن وثاب ضللت بكسر اللام وهو لغة فيه والفتح كما قال أبو عبيدة هو الغالب .
وما أنا من المهتدين .
65 .
- عطف على ما قبله والعدول إلى الأسمية للدلالة على الدوام والاستمرار أي دوام النفي واستمراره لا نفي الدوام والاستمرار والمراد كما قيل وما أنا إذا في شيء من الهدى حتى أعد في عدادهم وفيه تعريض بأن المقول لهم كذلك قل إني على بينة تبيين للحق الذي عليه رسول الله A وبيان لاتباعه إياه إثر ابطال الباطل الذي فيه الكفرة وبيان عدم اتباعه E له في وقت الأوقات والبينة كما قال الراغب الدلالة الواضحة من بان يبين إذا ظهر أو الحجة الفاصلة بين الحق والباطل على أنها من البينونة أي الانفصال واياما كان فالمراد بها القرآن كما قال الجبائي وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن المراد إني على يقين وعن الحسن أن المراد بها النبوة وهو غير ظاهر كتفسيرها بالحجج العقلية أو ما يعمها والتنوين للتفخيم أن بينة جليلة الشأن من ربي أي كائنة من جهته سبحانه ووصفها بذلك للتأكيد ما أفاده التنوين .
وجوز أن تكون من اتصالية وفي الكلام مضاف أي بينة متصلة بمعرفة ربي وقيل : هي أجلية متعلقة بما تعلق به الخبر ويقدر المضاف أيضا أي كائن على بينة لأجل معرفة ربي والأول أظهر وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الاضافة إلى ضميره A من التشريف ورفع المنزلة ما لا يخفى .
وقوله سبحانه : وكذبتم به كما قال أبو البقاء جملة إا مستأنفة أو حالية بتقدير قد في المشهور جيء