حالان من فاعل دخلوا و خرجوا والواو الداخلة على الجملة الاسمية الحالية للحال ومن منع تعدد الجملةالحالية من غير عطف يقول : إنها عاطفة والمعطوف على الحال حال أيضا ودخول قد فى الجملة الحالية الماضوية كما قال العلامة الثانى لتقرب الماضى إلى الحال فتكسر سورة استبعاد مابين الماضى والحال فى الجملة وإلا فقد إنما تقرب إلى حال التكلم وهذا إشارة إلى ما أوضحه السيد السند فى حاشية المتوسط من أنه قيل : إن الماضى إنما يدل على انقضاء زمان التكلم والحال الذى يبين هيئة الفاعل أو المفعول قيد لعامله فان كان العامل ماضيا كان الحال أيضا ماضيا بحسب المعنى وإن كان حالا كان حالا وإن كان مستقبلا كان مستقبلا فما ذكروه غلط نشأ من اشتراك لفظ الحال بين الزمان الحاضر وهو الذى يقابل الماضى وبين مايبين الحال المذكورة ثم قال : ويمكن أن يقال : إذا وقع قيدا لشىء يعتبر كونه ماضيا أو حالا أو مستقبلا بالنظر إلى ذلك المقيد فاذا قيل : جاءنى زيد ركب يفهم منه أن الركوب كان متقدما على المجىء فلابد من قد حتى يقربه إلى زمان المجىء فيقارنه وذكر نحو ذلك العلامة الكافيجى فى شرح القواعد ثم قال : وأما الاعتذار بأن تصدير الماضى المثبت بلفظة قد لمجرد استحسان لفظى فانما هو تسليم لذلك الاعتراض فليس بمقبول ولامرضى انتهى .
ولذلك زيادة تفصيل فى محله وقد ذكر لها معنى آخر فى الآية غير التقريب وهو التوقع فتفيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتوقع دخل أولئك الفجرة وخروجهم من خضيلة حضرته أفرغ من يد تفت البر مع لم يعلق بهم شىء مما سمعوا من تذكيره E بآيات الله D لظنه بما يرى من الأمارات اللائحة عليهم نفاقهم الراسخ ولذلك قال سبحانه : والله أعلم بماكانوا يكتمون .
61 .
- وفيه من الوعيد مالايخفى وفى الكشاف ان إمارات النفاق كنت لائحة عليهم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم متوقعا لاظهار الله تعالى ماكتموه فدخل حرف التوقع لذلك واعترضه الطيبى بأن قد موضوعة لتوقع مدخولها وهو ههنا عين النفاق فكيف يقال : لإظهار الله تعالى ماكتموه وأجاب بأنه لاشك أن المتوقع ينبغى أن يكون حاصلا وكونهم منافقين كان معلوما عنده صلوات الله تعالى وسلامه عليه بدليل قوله : إن أمارات النفاق الخ فيجب المصير إلى المجاز والقول باظهار الله تعالى ماكتموه وقال فى الكشف معرضا به : إن الدخول فى الكفر والخروج به إظهار له فلذلك أدخل عليه حرف التوقع لا أنه عين النفاق ليحتاج إلى تجوز فى رجوع التوقع إلى إظهاره وإن ظهور أمارته غير إظهار الله تعالى إياه باخباره سبحانه عنهم وأنهم متلبسون بالكفر متقلبون فيه خروجا ودخولا انتهى فليتأمل وإنما لم يقل سبحانه وقد خرجوا على طرز الجملة الأولى إفادة لتأكيد الكفر حال الخروج لأنه خلاف الظاهر إذ كان الظاهر بعد تنور أبصارهم برؤية مطلع شمس الرسالة وتشنف أسماعهم بلآلىء كلمات بحر البسالة E أن يرجعوا عما هم عليه من الغواية ويحلوا جياد قلوبهم العاطلة عن حلى الهداية وأيضا أنهم إذا سمعوا قول النبى صلى الله عليه و سلم وأنكروه ازداد كفرهم وتضاعف ضلالهم وترى كثيرا منهم أى من أولئك اليهود كما روى عن ابن زيد والخطاب لسيد المخطابين صلى الله عليه و سلم أو لكل من يصلح للخطاب والرؤية بصرية وقيل : قلبية وقوله : يسارعون فى الاثم والعدوان فى موضع الحال من