رد ذلك ان شاء الله تعالى مع تحقيق هذا المبحث وتسمية مايقال عند ترك الارسال حجة مع اسحالة أن يكون لأحد عليه سبحانه حجة مجاز بتنزيل المعذرة فى القبول عنده تعالى بمقتضى كرمة ولطفه منزلة الحجة القاطعة التى لامرد لها فلا يبطل قول أهل السنة أنه لااعتراض لأحد على الله تعالى فى فعل من أفعاله بل له سبحانه أن يفعل بمن شاء ماشاء واللام متعلقة بأرسلنا المقدر أو بمبشرين ومنذرين على التنازع وجوز أن تتعلق بما يدلان عليه و حجة اسم كان وخبرها للناس و على الله حال من حجة ويجوز أن يكون الخبر على الله و للناس حال ولايجوز أن يتعلق على بحجة لأنها مصدر ومعموله لايتقدم عليه ومن جوزه فى الظرف جوزه هنا وقوله تعالى : بعد الرسل أى بعد إرسالهم وتبليغ الشريعة على ألسنتهم ظرف لحجة وجوز أن يكون صفة لها لأن ظرف الزمان يوصف به المصادر كما يخبر به عنها وكان الله عزيزا لايغالب فى أمر يريده .
حكيما .
165 .
- فى جميع أفعاله ومن قضية ذلك الامتناع عن إجابة مسألة المتعنتين وقطع الحجة بارسال الرسل وتنوع الوحى إليهم والاعجاز وقيل : عزيزا فى عقاب الكفار حكيما فى الأعذار بعد تقدم الإنذار كأنه بعد أن سألوا إنزال كتاب الله تعالى لكن الله يشهد بتخفيف النون ورفع الجلالة .
وقرأ السليمى بتشديد النون ونصب الجلالة وهو استدراك عن مفهوم ماقبله كأنهم لما سألوه صلى الله تعالى عليه وسلم إنزال كتاب من السماء وتعنتوا ورد عليهم بقوله تعالى : انا أوحينا اليك الخ قيل : إنهم لايشهدون لكن الله يشهد .
وحاصل ذلك إن لم تلزمهم الحجة ويشهدوا لك فالله تعالى يشهد وقيل : إنه سبحانه لما شبه الايحاء اليه صلى الله تعالى عليه وسلم بالايحاء إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أوهم ذلدك التشبيه مزية الايحاء اليهم فاستدرك عنه بأن للايحاء اليك مزية شهادة الله تعالى بما أنزل إليك أى بحقية الذى أنزله اليك وهو القرآن فالجار والمجرور متعلق بيشهد والباء صلة والمشهود به هو الحقية ويجوز أن يكون المشهود به هو النبوة وتعلق بما أنزل تعلق الآلية أى يشهد بنبوتك بسبب ماأنزل اليك لدلالته باعجازه على صدقك ونبوتك ولعل مآل المعنى ومؤداه واحد فان شهادته سبحانه بحقية ماأنزله من القرآن باظهار المعجز المقصود منه اثبات نبوته صلى الله عليه و سلم وأخرج البيهقى فى الدلائل .
وغيره عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : دخل جماعة من اليهود على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال E لهم : إنى والله أعلم أنكم تعلمون أنى رسول الله فقالوا : مانعلم ذلك فنزلت لكن الله يشهد وفى رواية ابن جرير عنه أنه لما نزل إنا أوحينا اليك قالوا : مانشهد لك فنزل لكن الله يشهد بما أنزل اليك وقرىء أنزل على البناء للمفعول أنزله بعلمه ذكر فيه أربعة اوجه : الأول أن يكون المعنى أنزله بعلمه الخاص به الذى لايعلمه غيره سبحانه وهو تأليفه على نظم وأسلوب يعجز عنه كل بليغ وصاحب بيان واختاره جماعة من المفسرين والثانى أن يكون المعنى أنزله وهو عالم بأنك أهل لانزاله اليك لقيامك فيه بالحق ودعائك الناس اليه واختاره اليه واختاره الطبرسى والثالث أن يكون المعنى أنزله بما علم من مصالح العباد مشتملا عليه والرابع أن يكون المعنى أنزله وهو عالم به رقيب عليه حافظ له من الشياطين برصد من الملائكة والعلم على الوجه الأول قيل : بمعنى المعلوم والمراد به التأليف والنظم المخصوص وليس من جعل العلم