ومن يشفع شفاعة سيئة وهى ماكانت بخلاف الحسنة ومنها الشفاعة في حد من حدود الله تعالى ففى الخبر من حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى فقد ضاد الله فى ملكه ومن أعان على خصومة بغير علم كان فى سخط الله تعالى حتى ينزع واستثنى من الحدود القصاص فالشفاعة فى إسقاطه الى الدية غير محرمة يكن له كفل منها أى نصيب من وزرها وبذلك فسره السدى والربيع وابن زيد وكثير من أهل اللغة فالتعبير بالنصيب فى الشفاعة الحسنة وبالكفل في الشفاعة السيئة للتفنن وفرق بينهما بعض المحققين بأن النصيب يشمل الزيادة والكفل هو المثل المساوى فاختيار النصيب أولا لأن جزاء الحسنة يضاعف والكفل ثانيا لأن من جاء بالسيئة لايجزى إلا مثلها ففى الآية اشارة الى لطف الله تعالى بعباده وقال بعضهم : ان الكفل وإن كان بمعنى النصيب إلا أنه غلب في الشر وندر فى غيره كقوله تعالى : يؤتكم كفلين من رحمته فلذا خص بالسيئة تطرية وهربا من التكرار وكان الله على كل شىء مقيتا .
85 .
- أى مقتدرا كما قاله ابن عباس حين سأله عنه نافع بن الأزرق واستشهد عليه بقول أحيحة الأنصاري : وذى ضغن كففت النفس عنه وكنت على مساءته مقيتا وروى ذلك عن جماعة من التابعين وفى رواية أخرى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه لحفيظ واشتقاقه من القوت فانه يقى البدن ويحفظه وعن الجبائى انه المجازى أى يجازى على كل شىء من الحسنات والسيئات وأصله مقوت فأ عل كمقيم والجملة تذييل مقرر لما قبلها على سائر التفاسير وإذا حييتم بتحية ترغيب كما قال شيخ الاسلام : فى فرد شائع من الشفاعة الحسنة إثر مارغب فيها على الاطلاق وحذر عما يقابلها من الشفاعة السيئة فان تحية الاسلام من المسلم شفاعة منه لأخيه عند الله D وهذا أولى فى الارتباط مما قاله الطبرسى : انه لما كان المراد بالسلام المسالمة التى هى ضد الحرب وقد تقدم ذكر القتال عقبه به للإشارة الى الكف عمن ألقى الى المؤمنين السلم وحياهم بتحية الاسلام والتحية مصدر حى أصلها تحيية كتتمية وتزكية وأصل الأصل تحيي بثلاث ياءات فحذفت الأخيرة وعوض عنها هاء التأنيث ونقلت حركة الياء الأولى الى ماقبلها ثم أدغمت وهي في الأصل كما قال الراغب : الدعاء بالحياة وطولها ثم استعملت فى كل دعاء وكانت العرب إذا لقى بعضهم بعضا تقول : حياك الله تعالى ثم استعملها الشرع في السلام وهو تحية الإسلام قال الله تعالى : تحيتهم يوم يلقونه سلام وقال سبحانه : فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله وفيه على ماقالوا : مزية على قولهم : حياك الله تعالى لما أنه دعاء بالسلامة عن الآفات وربما تستلزم طول الحياة وليس فى ذلك سوى الدعاء بطول الحياة أوبه وبالملك ورب حياة الموت خير منها .
ألاموت يباع فأشتريه فهذا العيش مالاخير فيه ألارحم المهيمن نفس حر تصدق بالممات على أخيه وقال آخر ليس من مات فاستراح بميت انما الميت ميت الاحياء إنما الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء ولان السلام من أسمائه تعالى والبداءة بذكره مما لاريب فى فضله ومزيته أى إذا سلم عليكم من جهة المؤمنين