كما هو رأي الأخفش والعامل بالظرف مضمون الجملة من التهويل ةالتفخيم المستفاد من الاستفهام أو الفعل المصدر كما قرره صاحب الدر المصون والجار متعلق بما عنده أي إذا كان كل قليل وكثير يجازي عليه فكيف حال هؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى وغيرهم أو كيف يصنعون أو كيف يكون حالهم إذا جئنا يوم القيامة من كل أمة من الأمم وطائفة من الطوائف بشهيد عليهم بما كانوا عليه من فسائد العقائد وقبائح الأعمال وهو نبيهم وجئنا بك يا خاتم الأنبياء على هؤلاء إشارة إلى الشهداء المدلول عليهم بما ذكر شهيدا .
41 .
- تشهد على صدقهم لعلمك بما أرسلوا واستجماع شرعك مجامع ما فرعوا وأصلوا وقيل : إلى المكذبين المستفهم عن حالهم يشهد عليهم بالكفر والعصيان تقوية لشهادة أنبيائهم عليهم السلام أو كما يشهدون على أممهم وقيل : إلى المؤمنين لقوله تعالى : لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وتى اقحم المشهود عليه في الكلام وأدخلت على عليه لا يحتاج لتضمين الشهادة معنى التسجيل أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وغيرهم من طرق عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : إقرأ علي قلت : يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال : نعم إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد إلخ فقال : حسبك الآن فإذا عيناه تذرفان فإذا كان هذا الشاهد تفيض عيناه لهول هذه المقالة وعظم تلك الحالة فماذا لعمري يصنع المشهود عليه ! وكأنه بالقيامة وقد أناخت لديه .
يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول استئناف لبيان حالهم التي أشير إلى شدتها وفظاعتها وتنوين إذ عوض على الصحيح عن الجملتين السابقتين وقيل : عن الأولى وقيل : عن الأخيرة والظرف متعلق بيود وجعله متعلقا بشهيد وجملة يود صفة والعائد محذوف أي فيه بعيد والمراد بالموصول إما المكذبون لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم والتعبير عنهم بذلك لذمهم بما في حيز الصلة والإشعار بعلة ما اعتراهم من الحال الفظيعة والأمر الهائل وإيراده صلى الله تعالى عليه وسلم بعنوان الرسالة لتشريفه وزيادة تقبيح حال مكذبيه وإما جنس الكفرة ويدخل أولئك في زمرتهم دخولا أوليا والمراد من الرسول الجنس أيضا ويزيد شرفه انتظامه للنبي صلى الله عليه وسلّم انتظاما أوليا و عصوا معطوف على كفروا داخل معه في حيز الصلة والمراد عصيانهم بما سوى الكفر فيدل على أن الكفار مخاطبون بالفروع في حق المؤاخذة وقال أبو البقاء : إنه في موضع الحال من ضمير كفروا وقد مرادة وقيل : صلة لموصول آخر أي والذين عصوا فالإخبار عن نوعين : الكفرة والعصاة وهو ظاهر على رأي من يجوز إضمار الموصول كالفراء وفي المسألة خلاف أي يود في ذلك اليوم لمزيد شدته ومضاعف هوله الموصوفون بما ذكر في الدنيا .
لو تسوى بهم الأرض إما مفعول يود على أن لو مصدرية أي يودون أن يدفنوا وتسوى الأرض ملتبسة بهم أو تسوى عليهم كالموتى وقيل : يودون أنهم بقوا ترابا على أصلهم من غير خلق وتمنوا أنهم كانوا هم والأرض سواء وقيل : تصير البهائم ترابا فيودون حالها .
وعن ابن عباس أن المعنى يودون أن يمشى عليهم أهل الجمع يطأونهم بأقدامهم كما يطأون الأرض وقيل : يودون لو يعدل بهم الأرض أي يؤخذ منهم ما عليها فدية وإما مستأنفة على أن لو على بابها ومفعول يود محذوف