87 - خرج Y إلى عبد الله بن كريز بن عامر - وهو عامل العراق لعثمان بن عفان Bه - رجلان من أهل المدينة أحدهما : جابر بن عبد الله الأنصاري والآخر من ثقيف فكتب به إلى عبد الله بن عامر فيما يكتب به من الأخبار فأقبلا يسيران حتى إذا كانا بناحية البصرة قال الأنصاري للثقفي : هل لك في رأي رأيته ؟ قال : اعرضه قال : رأيت أن ننيخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا فنتوضأ ثم نصلي ركعتين ونحمد الله تعالى على ما قضى من سفرنا .
قال : هذا الذي لا يرد فتوضينا وصلينا ركعتين فالتفت الأنصاري إلى الثقفي فقال : يا أخا ثقيف : ما رأيك ؟ قال : وأي موضع رأي هذا قضيت سفري وأنضيت بدني وأنصبت راحلتي ولا مؤمل دون ابن عامر فهل لك رأي غير هذا ؟ قال : نعم قال : إني لما صليت هاتين الركعتين فكرت فاستحييت من ربي أن يراني طالبا رزقا من غيره اللهم يا رازق ابن عامر ارزقني من فضلك ثم ولى راجعا إلى المدينة ودخل الثقفي البصرة فمكث أياما فأذن له ابن عامر فلما رآه رحب به ثم قال : ألم أخبر أن ابن جابر خرج معك فخبره خبره فبكى ابن عامر ثم قال : أما والله ما قالها أشرا ولا بطرا ولكن مجرى الرزق ومخرج النعمة فعلم أن الله الذي منحك ذاك فسأله من فضله فأمر للثقفي وهو يقول : .
( أمامة ما حرص الحريص بزاهر ... فتيلا ولا زهد الضعيف بضائر ) .
( خرجنا جميعا من مساقط رؤوسنا ... على ثقة منا بخير ابن عامر ) .
( فلما أنخنا الناعجات ببابه ... تأخر عني اليثربي ابن جابر ) .
( وقال : ستكفيني عطية قادر ... على ما يشاء اليوم للخلق قاهر ) .
( وإن الذي أعطى العراق ابن عامر ... لربي الذي أرجو لسد معاقر ) .
( فلما رآني سال عنه صبابة إليه ... كما حنت ضراب الأباعر ) .
( فأضعف عبد الله إذ غاب حظه ... على حظ لهفان من الحرص فاغر ) .
( فأتيت وقد أيقنت أن ليس نافعي ... ولا صائر شيء خلاف المقادر )