323 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا مجاشع بن عمرو التميمي قال : حدثنا رشدين بن سعد المهري عمن حدثه Y عن وهب بن منبه قال : .
لما أهبط آدم إلى الأرض مكث لا يرقأ له دموعه اطلع الله إليه في اليوم السابع وهو محزون كظيم منكس رأسه فأوحى إليه : يا آدم ما هذا الجهد الذي أرى بك ؟ وما هذه البلية التي بك بلاؤها ؟ .
قال آدم : إلهي ! عظمت مصيبتي وأحاطت بي خطيئتي وأخرجت من ملكوت ربي فصرت في دار الهوان بعد الكرامة وفي دار الشقاء بعد السعادة وفي دار النصب والعناء بعد الخفض والراحة وفي دار البلاء بعد العافية وفي دار الزوال والظعن بعد القرار والطمأنينة وفي دار الموت والفناء بعد الخلد والبقاء فكيف لا أبكي على خطيئتي ؟ وكيف لا تحزن نفسي ؟ أم كيف لي أن أجتبر هذه المصيبة ؟ .
فأوحي إليه : يا آدم ! ألم أصطعنك لنفسي وأحللتك داري واصطفيتك على خلقي وخصصتك بكرامتي وألقيت عليك محبتي وحذرتك سخطي ؟ .
ألم أخلقك بيدي وأنفخ فيك من روحي وأسجد لك ملائكتي ؟ .
ألم تك في بحبوحة كرامتي ومنتهى رحمتي فعصيت أمري ونسيت عهدي وتعرضت لسخطي وضيعت وصيتي ؟ فكيف تستنكر نقمتي ؟ .
فوعزتي لو ملأت الأرض رجالا كلهم يعبدونني ويسحونني الليل والنهار لا يفترون ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين الآثمة الخاطئين .
قال : فبكى آدم عند ذلك ثلاثمائة عام على جبل الهند تجري دموعه في أودية جبالها .
قال : فنبتت بتلك المدامع أشجار طيبكم هذا .
قال : ثم خرج يؤم البيت العتيق فجعل يخطو الخطوة فيكون موضع قدميه ذا مساكن وعمران وبينهما مفاوز وبراري حتى أتى البيت فطاف سبوعا فبكى حتى خاض في دموعه إلى ركبتيه ثم صلى فبكى ساجدا حتى فاضت دموعه وجرت على الأرض فنودي عند ذلك : يا آدم قد رحمت ضعفك وقبلت توبتك وغفرت ذنبك .
فقال : لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم فاغفر لي فأنت خير الغافرين وارحمني فأنت خير الراحمين .
قال : فمكث بعد ذلك لا يبدي عن واضحه حتى أتاه الملك فقال : حياك الله يا آدم وبياك .
قال : فضحك