عرفوا مكانها وكانت تلك الحية تبيض كل يوم بيضة من ذهب وزنها مثقال فصاحب المنزل مغتبط مسرور بمكان تلك الحية ياخذ كل يوم من جحرها بيضة من ذهب وقد تقدم إلى أهله أن يكتموا أمرها وكانت كذلك أشهرا ثم إن الحية خرجت من جحرها فأتت عنزا لأهل الدار حلوبا ينتفعون بها فنهشتها فهلكت العنز فجزع لذلك الرجل وأهله وقالوا الذي نصيب من الحية أفضل من ثمن العنز والله يخلف ذلك منها .
قال فلما أن كان عند رأس الحول غدت على حمار له كان يركبه فنهشته فقتلته فجزع لذلك الرجل وقال أرى هذه الحية لا تزل تدخل علينا آفة وسنصبر لهذه الآفات ما لم تعد البهائم .
ثم مر بهم عامان لا تؤذيهم فهم مسرورون بجوارها مغتبطون بمكانها إذا غدت على عبد كان للرجل لم يكن له خادم غيره فنهشته وهو نائم فاستغاث العبد بمولاه فلم يغن عنه شيئا حتى تفسخ لحمه فجزع الرجل وقال أرى سم هذه الحية قاتلا لمن لسعته ما آمن من تلسع بعض أهلي .
فمكث مهموما حزينا خائفا أياما ثم قال إنما كان سم هذه الحية في مالي وأنا أصيب منها أفضل مما رزيت به فتعزى بذلك على خوف ووجل من شر جوارها