عبد الرحيم بن زيد بن أبى الحوارى العمى عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال قال لقمان لإبنه يا بنى لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته الا جعلت في الضمير منك ان ذلك خير لك قال أما هذه فلا أقدر أن أعطيكها دون ان أعلم ما قلت أنه كما قلت قال يا بنى فان الله قد بعث نبيا هلم حتى تأتيه فعنده بيان ما قلت لك قال إذهب بنا اليه قال فخرج وهو على حمار وابنه على حمار وعندهما ما يصلحهما من زاد ثم سارا أياما ولياليا حتى تلقتهما مفازة فأخذا أهبتهما لها فدخلاها فسارا ما شاء الله أن يسيرا حتى ظهرا وقد تعالى النهار واشتد الحر نفد الماء والزاد واستبطئا حماريهما فنزل لقمان ونزل ابنه فجعلا يشتدان على سوقهما فبينما هما كذلك اذ نظر لقمان أمامه فإذا هو بسواد ودخان فقال في نفسه السواد شجر والدخان عمران وناس فبينما هما كذلك يشتدان اذ وطئى ابن لقمان على عظم فأتى على الطريق فدخل في باطن القدم حتى ظهر من أعلاها فخر ابن لقمان مغشيا عليه فحانت من لقمان التفاته فإذا هو بابنه صريع فوثب اليه فضمه إلى صدره واستخرج العظم