وأخرج ابن حبان عن أبي سعيد الخدري قال " بينما رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم ذهبا إذ أتاه رجل فقال : يا رسول الله أعطني فأعطاه ثم قال : زدني .
فزاده ثلاث مرات ثم ولى مدبرا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يأتيني الرجل فيسألني فأعطيه ثم يسألني فأعطيه ثم يولي مدبرا .
وقد جعل في ثوبه نارا إذا انقلب إلى أهله " .
وأخرج أبو يعلى وابن حبان عن عمر بن الخطاب .
أنه دخل على النبي صلى الله عليه وآله فقال " يود رسول الله أن فلانا يشكر يذكر أنك أعطيته دينارين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله .
: لكن فلانا قد أعطيته ما بين العشرة إلى المائة فما شكره وما يقول إن أحدكم ليخرج من عندي بحاجته متأبطها وما هي إلا النار .
قلت : يا رسول الله لم تعطيهم ؟ قال : يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل " .
وأخرج أحمد والبزار وابن حبان عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله قال " إن هذا المال خضرة حلوة فمن أعطيناه منها شيئا بطيب نفس منا وحسن طعمة منه من غير شره نفس بورك له فيه ومن أعطيناه منها شيئا بغير طيب نفس منا وحسن طعمة منه وشره نفس كان غير مبارك له فيه " .
وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن ابن عمر أن عمر قال " كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطيني العطاء فأقول : أعطه من هو أفقر إليه مني .
فقال : خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله وإن شئت تصدق به وما لا فلا تتبعه نفسك .
قال سالم بن عبد الله : فلأجل ذلك كان عبد الله لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه " .
وأخرج مالك عن عطاء بن يسار " أن رسول الله صلى الله عليه وآله أرسل إلى عمر بن الخطاب بعطاء فرده عمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : لم رددته ؟ فقال : يا رسول الله أليس أخبرتنا أن خيرا لأحدنا أن لا يأخذ من أحد شيئا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنما ذلك عن المسألة فأما ما كان غير مسألة فإنما هو رزق يرزقه الله .
فقال عمر : والذي نفسي بيده لا أسأل شيئا ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذته " .
وأخرج البيهقي من طريق زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : فذكر نحوه .
وأخرج أحمد والبيهقي عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله " يا عائشة من أعطاك شيئا بغير مسألة فاقبليه فإنما هو رزق عرضه الله إليك "