يحفظ عياله فكتبت بهذا الكتاب ليكونوا لي في عيالي فأنزل الله يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء الآية .
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين كتابا يذكر فيه مسير النبي صلى الله عليه وآله فبعث به مع امرأة فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله في طلبها فأخذ الكتاب منها فجيء به إلى النبي صلى الله عليه وآله فدعا حاطبا فقال : أنت كتبت هذا الكتاب ؟ قال : نعم يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله وبرسوله وما كفرت منذ أسلمت ولا شككت منذ استيقنت ولكني كنت امرأ لا نسب لي في القوم إنما كنت حليفهم وفي أيديهم من أهلي ما قد علمت فكتبت إليهم بشيء قد علمت أن لن يغني عنهم من الله شيئا أراده أن أدرأ به عن أهلي ومالي فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله خل عني وعن عدو الله هذا المنافق فأضرب عنقه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله نظرا عرف عمر أنه قد غضب ثم قال : " ويحك يا عمر بن الخطاب وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل موطن من مواطن الخير فقال للملائكة : اشهدوا أني قد غفرت لأعبدي لعبادي ؟ هؤلاء فليعملوا ما شاؤوا ؟ قال عمر : الله ورسوله أعلم .
قال : " إنهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر إنهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر إنهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر " .
وأخرج أحمد وعبد بن حميد عن جابر أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن النبي صلى الله عليه وآله أراد غزوهم فدل النبي صلى الله عليه وآله على المرأة التي معها الكتاب فأرسل إليها فأخذ كتابها من رأسها فقال : يا حاطب أفعلت ؟ قال : نعم أما إني لم أفعل غشا لرسول الله صلى الله عليه وآله ولا نفاقا قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له غير أني كنت غريبا بين ظهرانيهم وكانت والدتي فأردت أن أخدمها عندهم فقال له عمر : ألا أضرب رأس هذا ؟ قال : أتقتل رجلا من أهل بدر وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر وقال : " اعملوا ما شئتم " .
وأخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي عن جابر أن عبدا لحاطب بن أبي بلتعة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليشتكي حاطبا فقال : يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " كذبت لا يدخلها فإنه قد شهد بدرا والحديبية " .
وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : اسم الذي أنزلت فيه يا أيها الذين