إن علم بهذا افتضحت فاقتلها وادفنها في بيتك فقتلها فجاء أهلها بعد زمان يسألونه عنها فقال : ماتت فلم يتهموه لصلاحه فيهم ورضاه فجاءهم الشيطان فقال : إنها لم تمت ولكنها وقع عليها فحملت فقتلها ودفنها في بيته في مكان كذا وكذا فجاء أهلها فقالوا : ما نتهمك ولكن أخبرنا أين دفنتها ومن كان معك ففتشوا بيته فوجدوها حيث دفنها فأخذ فسجن فجاءه الشيطان فقال : إن كنت تريد أن أخرجك مما أنت فيه فأكفر بالله فأطاع الشيطان وكفر فأخذ وقتل فتبرأ منه الشيطان حينئذ قال طاوس : ما أعلم إلا أن هذه الآية أنزلت فيه كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر الآية .
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود في الآية قال : ضرب الله مثل الكفار والمنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وآله كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر .
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد Bه كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر قال : عامة الناس .
وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش أنه كان يقرأ " فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدان فيها " والله أعلم .
قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الآية .
أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن جرير قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاه قوم مجتابي النمار متقلدي السيوف عليهم أزر ولا شيء غيرها عامتهم من مضر فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله الذي بهم من الجهد والعري والجوع تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قام فدخل بيته ثم راح إلى المسجد فصلى الظهر ثم صعد منبره فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أما بعد ذلكم فإن الله أنزل في كتابه يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون تصدقوا قبل أن لا تصدقوا تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة تصدق امرؤ من ديناره تصدق امرؤ من درهمه تصدق امرؤ من بره من شعيره من تمره لا يحقرن شيء من الصدقة ولو بشق التمرة " فقام رجل من الأنصار بصرة في